إبنة أعز صديقاتي و أخواتي أنهت كطالبة جزائرية دراستها في بريطانيا و أترك لها الكلمة و ليعتبر منها طلابنا :
“حزت علي شهادة جامعية عليا في جامعة بريطانية في تخصص المحاسبة و المالية و تقدمت بطلب لتحضير ليسانس في القانون، قوبل طلبي. في البداية درست ستة اشهر ثم صدر قانون الحد من الطلاب الأجانب في الجامعات البريطانية و فرضوا شروط تعجيزية لمواصلة الدراسة العليا هناك و لم يجددوا لي تأشيرة طالبة لعام إضافي، فقررت العودة إلي الجزائر و الحمد لله عدت سالمة غانمة.
أكثر ما عانيت منه في بريطانيا كطالبة مسلمة متحجبة، الأحكام المسبقة علي المتحجبات و عندما فكرت في العمل مع الدراسة طلبوا مني نزع الحجاب فأحجمت، مستوي المعيشة غالي جدا في بريطانيا، فالفقراء كثر هناك و أغنياءهم لا يركبون سيارتهم الفخمة بل وسائل النقل العمومية لضيق شوارع العاصمة لندن و قد تركتهم يحضرون لإضراب عام لكل وسائل النقل العامة من حافلات طائرات قطارات ترامواي و سيارات أجرة إحتجاجا علي إرتفاع تكاليف المعيشة.
فاتورة الغاز و الكهرباء و الماء غالية جدا و هم يندهشون حينما أقول لهم أننا في الجزائر ندفع مرة واحدة في 3 أشهر فواتير الغاز و الكهرباء و الماء و بأسعار إعتبروها مجانية.
زيت الطاولة غالي جدا، كوني كنت أتبضع لأنني إستأجرت شقة مع زميلة في الدراسة، كل شيء غالي و حتي الخدمات الصحية ليست في المستوي و مرضي السرطان عفانا الله ينتظرون شهور و شهور للفوز بموعد للعلاج الكيميائي و النووي و بعضهم يموتون قبل الموعد.
فكرة طلب العلم في دولة مثل بريطانيا يجب أن تكون مدروسة و لا يتسرع الطالب حتي و إن ذهب علي حساب منحة الدولة، فسيجد صعوبات مختلفة، المهم أن يضع نصب عينيه ضرورة الظفر بالديبلوم و العودة سريعا إلي جنة الجزائر.”