في 1987، إستضافتني سيدة علوية سورية في بيتها بتونس و قد كنت أحضر إختبار بكالوريا تونسي آداب. اقمت عند السيدة السورية العلوية المتزوجة من تونسي سني.
كانت إقامتي عندها رائعة، لأنني تعرفت علي العلويين من خلال تلك السيدة السورية و التي كانت أستاذة في مادة الأدب العربي.
عشت تحت سقف بيتها لأشهر و كنت منهمكة في الإعداد لإختبار مصيري. أعطتني غرفة خاصة بي و عاملني أبناءها معاملة الأخت لهم و كم إستحسنت لهجتهم السورية في الحديث و تعلمتها منهم.
كان بيتها محاط بحديقة و كنا نصبح نتناول فطور الصباح بالخبز و الجبنة الحلوة مع العسل الصافي، كنا نتبادل الحديث قبل الذهاب إلي مدارسنا. كم تعلمت منها عن سوريا و شعبها و لها أخ شهيد مات في العدوان الصهيوني علي سوريا في 67.
و هكذا تعلمت كيف أحترم الأقليات المذهبية في عالمنا العربي الفسيح و الإبتعاد عن الأحكام المسبقة و تفضيل الحوار الهاديء و الرزين بين مختلف الأقليات العرقية و المذهبية بعيدا عن التعصب و الإنحياز الأعمي و قد نهانا رسول الحق عليه الصلاة و السلام عن التعصب عصبية الجاهلية التي حاربها بحق.