عندما أسترجع العام الذي قضيته بمفردي في تونس 1986-1987 في ضيافة عائلة تونسية سورية، أصاب بنوبة حنين لزمن و أيام منتهية حيث كان كل شيء في زاويته الصحيحة…
لا لبس…لا سوء فهم…لا سوء ظن…لا فوضي عارمة…
أذكر كيف كنت في المنزه السادس أذهب إلي الثانوية الخاصة “بيت الحكمة” و كيف كان يأتي دوري في البيت لغسل الأواني، فكل واحد من الذكور و الإناث كان له دور في المطبخ لغسل الأواني و ترتيب غرفته.
إلهي كم كان حرص خالتي العلوية كبير في متابعتنا و الإستماع إلي ثرثرتنا خاصة ثرثرتي و كيف نتحدث لبعضنا البعض عند مغيب الشمس في الحديقة و كيف أنها نظرة منها إلي السماء بلون حمرة الغروب كان يسمح لها بمعرفة الجو في الغد بعون الله…
كما كنا نجتمع علي طاولة الغداء و العشاء و يحكي كل واحد منه يومه إلي الأب و الأم و كنا نفوز سعداء بإصغاءهما و تعليقاتهما المشجعةلنا.
أبتسم عندما أذكر أنني ذهبت اشتري بعض الخضار في الحي التجاري “ثريا” و أنا اشتري البطاطا، إلتقي بي أحد أبناء السيدة السورية و ضحك من منظري و أنا أقلب حبات البطاطا في يدي.
كانت أيام ذهبت إلي غير رجعة و هي مسجلة بدقة شديدة في الذاكرة التي لا تنسي…
من تلك الأيام أستمد الكثير من القوة و الطاقة لأكمل مشورا الحياة القصير…كلما أستعيد تلك الإقامة في تونس أسعد سعادة كبيرة.
كنت فعلا محظوظة…و لله الحمد…
سيدني الحاصلة ذكرت أمرا مهما ، الجلوس مع العائلة و إستماع الاولياء للحديث و التسجيل و النصيحة ،كلنا كنا كذالك بين علئلاتنا . اليوم لا يوجد هذه الجلسات مع الابناء ، جل الآباء منهمكين في جمع النقود . هذه هي النتيجة الحتمية النتائج تربية شبابنا اليوم ، البلطجة ، الهجرة،الاجرام و….اللهم إهدبنا و نور طريقنا و أصلح شبابنا.