هناك محطات في الحياة ندرك فيها أن مراحل من العمر راحت من غير رجعة…
فلا نستطيع الإمساك بها و سحبها إلينا…
و لا يمكننا دخول آلة الزمن و برمجتها إلي الخلف مثل عقارب الساعة التي تتقدم إلي الأمام في حركة مستمرة لانهائية و من المستحيل التفكير في إعادتها إلي الخلف…
تلك المراحل و تلك اللحظات التي تقتطعها الذاكرة من الزمان تأخذنا إلي أبعاد عشنا فيها سعداء سعادة بريئة لا تعرف غم و لا هم…
فالصورة التي ألتقطت لنا و نحن نحبو علي الأرض أو نتسلق بعنفوان الطفولة جذع شجرة أو نركب السيارة إلي جنب السائق و نلح علي ذلك…
لحظات من الغير الممكن إحياءها من جديد و لا أحد سيقوم بإختراع بساط الريح لياخذنا إلي أماكن عشنا فيها أحلي الأيام برفقة أحلي و اطيب الناس.
فماذا نقول ؟
نقول : منحنا ربنا تعالي حظوة بعد حظوة بجعلنا نذوق طعم الهناء و الكفاف و الراحة و نحن بعد علي عتبات الحياة الهائجة المائجة…
و مثل هذه الحظوة ليس كل أحد إستحقها أو نالها…
فلا بد من حمد و شكر و ليس هناك أجمل من مغادرة دار العبور و نحن نحمل بين أيدينا هذا الكم الرائع من الذكريات عن حياة أرضية طاهرة…