من سجل الذاكرة
وصلنا إلي جاكرطا أندونيسيا في 1976.
في العام الأول وجدنا بيت بعيد عن سفارة الجزائر. كنا نستعمل في تنقلاتنا سيارات الأجرة او الريكشا الأندونيسية و هو نقل لأفراد محدودين في العدد.
بينما أبي و أمي في مهامهم الرسمية عبر الحفلات كانوا يذهبون بسيارة السفارة المزينة بعلم الجزائر.
و قد وجدنا صعوبة في العام الأول في زيارة الأماكن السياحية و الثقافية في العاصمة الأندونسية و في العام الثاني 1977، إنتقلنا إلي بيت أقرب للسفارة.
و في يوما ما عاد ابي في سيارة سوداء فاخرة أمريكية النوع و بدون السائق.
ظننت في البداية انها إحدي سيارات السفارة الجزائرية …لكن أبي سارع في توضيح الأمر :
-هذه سيارتنا الجديدة التي إشتريتها لنا.
سعدت جدا بالسيارة مع إخواني لكن شيء ما فيها، جعلني أسئل والدي رحمه الله بفضول جم :
-بابا هل هذه السيارة جديدة أم مستعملة ؟
-إنها جديدة إشتراها أخ رئيس الجمهورية السيد سوهارتو و لم يستعملها، فطلب من أحد أعوانه ببيعها و رست علينا.
نظرت بذهول لأبي رحمه الله و صرخت :
-السيارة لأخ رئيس أندونيسيا و انت إشتريتها منه ؟
-نعم إنها ملكه لكن مساعده من باعها لي و لم اقابل أخ الرئيس.
قفزت في السماء و أسرعت للسيارة و كلمتها بحنان “أخ صاحب الفخامة نزل من برجه العاجي و باعك لنا سيارتي الحبوبة ما أجملك!!”