راجعت صحف الجزائر في هذه الصبيحة المشرقة و إذا بي أقع علي خبرين منشورات جنبا إلي جنب :
زيارة عسكري أمريكي عالي الرتبة إلي الجزائر
و زيارة عسكري روسي عالي الرتبة إلي الجزائر في نفس التوقيت
ثم نظرت للصورة في الأعلي و تذكرت كيف أنني في نوفمبر 2006 وقفت علي نهر المسيسيبي الأمريكي و بقيت أنظر إلي مياه النهر مطولا.
فيا تري هل نحن في حاجة إلي هذه المنافسة بين روس و امريكيين و نحن نعلم أن لا خير فيهما الإثنين ؟
طبعا لسنا في حاجة.
تذكرت نداء رئيس وزراء ماليزيا السابق السيد محمد مهاتير “لا بد من قوة إسلامية تنزل بثقلها في المسرح العالمي كي يستمعوا إلينا و كي يحسبوا لنا ألف حساب.”
أين هي هذه القوة الحقيقية التي يجوز لنا الإعتماد عليها لتأمين أمننا الإسلامي و ليس فقط القطري ؟
موسكو و واشنطن يتدافعون علي مصالحهم الضيقة و لن يأبهوا لنا و لمصالحنا و اللعب علي الجهتين فيه الكثير من المخاطر و قدر من المغامرة الذي لا تقينا شر المفاجآت الغير السارة.
بدون الذهاب إلي إستراتيجية دفاع تضع علي مسافة واحدة كلتا الدولتين روسيا و امريكا و تصينع سلاحنا بعقولنا و ادمغتنا و إمكانياتنا الهائلة، فنحن لن نحصل علي أمن مائة بالمائة و لا بد لنا من التفكير في أمن كل المغرب الكبير وليس فقط أمن الجزائر، فأمن تونس أو موريتانيا مثلا تأمين لنا ايضا و إستقرارهم من إستقرارنا و هنا لا بد أيضا من الذهاب إلي إصلاحات سياسية عميقة تضمن لنا التحصين الداخلي المنشود و المرغوب فيه.
