
نحن في موقع ضعف و مهددين في أي لحظة بهجوم صهيوني لسبب واضح :
الأنظمة الحاكمة إستكانت للأمر الواقع و فرضت علي النخب الفكرية و الإعلامية لزومية بث ثقافة الخضوع للأمر الواقع و النتيجة :
اليوم في طول و عرض عالمنا العربي الإسلامي كل شعب ينظر لحاله من زاوية ضيقة جدا و لا يعبأ بجاره في المنطقة التي يعيشها، فما بالكم بشعوب تحت نيران العدو الصهيوني من فلسطين إلي لبنان و اليمن إلي إيران إلي قطر ؟
هذا و شرائح واسعة من هذه الشعوب سلمت بإحتلال بنو صهيون لأرضنا فلسطين و إنصرفت عن فريضة الجهاد لتحرير الأرض بل إن صح إستطلاع أجري مؤخرا في سوريا، نصف العينة التي قاموا بإستطلاعها في ملف العدو الصهيوني كان ردها صادم ف“هي ترغب في التطبيع مع العدو و العيش في السلام.”
فالفرد المسلم في المنظومة السياسية الحالية مستكين راضخ للأمر الواقع، لماذا ؟
لأنه بكل بساطة لم يفهم معادلة الإستقلال الفعلي عن الغرب و كسر منطق التبعية للغرب المستكبر و النهوض حضاريا ككتلة مسلمة ضخمة و ليس كهويات قطرية متشظية متنافرة و متقاتلة.
إيلام نعزو هذا الحال المزري ؟
إلي سياسة ممنهجة سار عليها من إستلموا مقاليد الحكم غداة خروج قوات الإحتلال العسكرية و إبقاء هيمنتهم الفكرية و الثقافية و الإفتصادية علي الدول المستضعفة.
فنحن لا زلنا نعيش فترة الإنحطاط بأبشع مظاهرها و منطق أنا و بعدي الطوفان أدي بنا جميعا إلي باب مسدود و إلي مصير تتلاعب به القوي العظمي، كيفما تشاء و لا يحق لنا تحديد مصيرنا بكامل إرادتنا الحرة و المسؤولة.
و مثل هذه الإستكانة و الخضوع و الرضوخ ترجمة لإفلاس كامل لمنظومة حكم غير قادرة علي إيجاد مخارج سليمة لوضع حد لغطرسة قوي الإستكبار.
لهذا يتوجب الذهاب إلي مقاربة تعيد بناء الضمير المسلم و إحياء حزمة القيم الإسلامية التي تجعل من الفرد و المجموعة يتحركان وفق عبوديتهما لله وحده، فننجز بذلك التحرر الصحيح الذي سيفضي بنا آجلا أم عاجلا إلي المصير السيد.