من يقلب النظر في أحوالنا سيفهم سريعا لماذا المسلمين في زماننا الحاضر لا يمثلون كتلة حضارية ذات وزن …
فنحن لا نحوز بعد علي الجهوزية الحضارية التي تجعلنا مرهوبي الجانب….و الجاهزية هذه تشترط وجود وعاء إنساني عالي التكوين. فبدون رقي اخلاقي من الحاكم و المحكوم لا يمكننا الخروج من دائرة الفراغ التي ندور فيها منذ حوالي خمسة قرون.
و الذي يتحكم حاليا في مصيرنا الأهواء أكثر منه عقل مدبر مؤمن بوجوب توحيد الصف و تحكيم شرع الله و السعي إلي بناء حضاري يحمل لبنات السيادة الحقيقية.
لازلنا لا نعرف أجوبة علي أسئلة :
متي و كيف و إلي أين ؟
قبل مراكمة المعارف لا بد من بناء شخصية الإنسان المتلقي لها، و هذا البناء الذهني يسبق البناء المعرفي، فمن دون تكوين أخلاقي يسمو بالفرد و الجماعة من المستعصي الإعتماد علي العامل الإنساني للنهوض حضاريا. و كي نتمكن من تحقيق المبتغي علينا بإعادة النظر في دور الأسرة و المحيط المباشر للطفل و إدراك فداحة الخسارة التي لحقت بالنواة الأولي للمجتمع التي بموجب قولبتها وفق منظور غريب عن رسالتها الأصلية باتت فارغة المحتوي بل تشكل أهم عائق في طريق الإحياء الحضاري.