مع قلم الأستاذة كريمة عمراوي

الكبر صفة اليهود

بقلم الأستاذة كريمة عمراوي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و سلم و بعد:

 يقول الشيخ الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله أستاذ العقيدة بكلية الشريعة في المدينة المنورة:

“الشرك غالب على النصارى، و الكبر غالب على اليهود، لقد استكبروا على الإيمان بالنبي صلى الله عليه و سلم استكبارا، رغم أنهم يعرفونه، و لكن حملهم الكبر على التكذيب به و برسالته لأنه من العرب، و هم دونهم كما يزعمون.

 الاستقراء يدّل أنّ الرجل كلّما كان أعظم استكبارا عن عبادة الله كان أعظم إشراكا بالله جلّ جلاله، الاستقراء هو التتبع للأحوال و المواقف، و هو أنفع ما يكون للمرء، هناك استقراء في كلام أهل العلم و هو الإجماع، و هناك استقراء للأحوال و الأعمال، و هو أنفع ما يكون، حين يتأمل أحوال الناس، لهذا وجد أنّ الكبر ملازم للشرك، و لهذا كلّما ازداد العبد عبودية لله؛ كلّما ازداد تواضعا، و يحشر على أحسن حال في زينة و في وفد، و يحشر المتكبرون على هيئة الذر يطؤهم الناس، لا يزال العبد في الكبر على الناس حتى يصل إلى أن يتكبّر على الله عزّ و جل و العياذ بالله، و ينصرف عن عبادته بهذا الداء العظيم.

{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق و إن يرو كل آية لا يؤمنوا بها  و إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا و إن يرو سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذّبوا بآياتنا و كانوا عنها غافلين} 146 الأعراف .كل متكبر مصروف عن الحق، و هذا الصرف يكون بنوعين؛ بأن يصرف عن الحق علما و عملا، الإنسان محتاج بأن يعرف الحق بالعلم و بأن يعمل به، و يثبت عليه، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} هذا من أعظم الوعيد، كفى بهذه الآية موعظة لكل متكبر، فليراجع إيمانه، و لينظر إلى معرفته بالحق، و بقيامه به، فإنّ العبد لا يبتلى إلاّ بهذين الأمرين إمّا أن يصرف عن العلم، أو يصرف عن العمل، { و إن يرو سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا و إن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} عندما تنتكس العقول، و الأفهام و القلوب، يفرّ من أهل الإيمان و الخير، و يقرّب أهل الفتنة و الشر و العياذ بالله، من وجد في نفسه ميل إلى أهل الشر و الفتنة، و نفور من أهل الخير فليراجع نفسه، مع مرور الوقت يصبح الإنسان داعيا للشر و الفتنة، لهذا من نجّاه الله من هذا الأمر فليحمد الله على السلامة و العافية.

ليس هناك فتنة مثل فتنة الكبر، من كان عبدا لغير الله كان مشركا و كان مستكبرا، و إمام المستكبرين إبليس قال:” خلقتني من نار و خلقته من طين”، و الكبر داء عظيم يحمل على حسد الناس، و تنقّص الفاضلين، و كفى بالمرء فتنة أن يكون خصومه أهل الخير و الفضل، و هكذا يحمل الكبر بعض الناس عدم قبول الحق، المسلم يعوّد نفسه أن يقبل الحق ممن جاء به و إن كان من خصومه، هذه هي حقيقة العبودية أن يقوم بالحق و ينصره، و أن يرّد الباطل و يبغضه، و إن جاء من أقرب الناس إليه.”

هذا و الله أعلم، و اللهم صلّي على محمد و على آله و صحبه و سلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى