نظرات مشرقةيهمكم

التربية في الصغر كالنقش علي الحجر…

بقلم عفاف عنيبة

أتذكر حرص والدي الكريمين كيف أنهما منذ الصغر عودونا علي التنزه في الطبيعة، كان كل يوم أحد يوم نمضيه بكامله في الطبيعة في الجزائر ثم أندونيسيا و بعدها بتونس و هكذا تعلمنا إحترام الطبيعة و التدبر في مخلوقات الله من نبات و حيوان و طيور و حشرات.

و قد حافظت علي هذه العادة المحببة التي تربطني بكون من صنع الله الخالق العليم القدير. لا بد لي من وقفات علي شاطيء البحر أو علي تلة من التلال أو مرتفع جبلي، أنقطع فيه عن وتيرة حياة لاهثة.

فلحظة الجلوس و النظر إلي أمواج المحيط الهندي أو المتوسط تجعل من المرء يسبح بقدرة تعالي في آياته الحية و التي تتجدد في كل لحظة من الوجود.

و في كل مرة ينتابني شعور غير قابل للوصف بالإمتنان لله علي كل هذا الجمال الذي يبسطه تحت أعيننا و كيف أن هذه الطبيعة تتكلم عن خالقها تعالي و تسير أمورها وفق سنن إلهية لا تحيد عنها و هي رهن إشارته سبحانه.

وقفة في قلب غابة أو من فوق جسر علي نهر و لنركز بأعيننا علي اللوحة الطبيعية لنري سحر الحياة يدب في مفاصل هذه الطبيعة الخلابة و حكمة تعايش كائناتها النباتية و الحيوانية و اما ما يزودك به ذلك التأمل يزيدك يقين علي يقين و إيمان علي إيمان و عرفان علي عرفان و راحة نفسية لا مثيل لها.

كم أشفق علي من حرموا أنفسهم من نعمة التواصل مع الطبيعة هذه الهبة الإلهية المهداة لنا بكرم إلهي فريد.اللهم لك الحمد و الشكر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى