البارحة كان علي الذهاب إلي القسم الثاني من بلديتنا الذي نادرا ما إرتاده و لا أعرفه عن كثب و عند عودتي من هناك، تفاجأت بمنظر سيارة قديمة شكلها من اشكال سيارات السبعينات من القرن الماضي و فورا إستحضرت أيام تلك السنوات البعيدة عن زماننا الحاضر.
كنا نعيش بلا انترنت و لا شبكات تواصل إجتماعي و كنا نقضي وقت أكبر مع بعضنا البعض و كنا حريصين كل الحرص علي تقوية صلة الرحم. كانت لازالت بصمات المحتل الفرنسي ظاهرة و كان الجيل الذي شهد مغادرة قوات الإحتلال يعد نفسه لبناء إستقلال سيادي بينما كنت أنظر إلي الجزائر بلون رمادي. فالنظام الإشتراكي الذي كان سائدا في ظل رئاسة الرئيس بومدين كان مرادف في ذهني للكسل و الرداءة و المحسوبية و التواكل و تأكد إنطباعي بعد أكثر من أربعين سنة حصلنا علي مجتمع جزائري لا يكره شيء مثل العمل المتقن و لا يجب شيء مثل الربح السريع الذي لا يكون ثمرة إجتهاد و إتقان و حب العمل.
أنظمة الحكم العلمانية المتبعة منذ 1962 تمخضت عنها العديد من السلبيات و أخطرها عدم جاهزيتنا لمواجهة تحديات قرن الحروب و اي كانت الوعود بتصحيح المسيرة الإقتصادية و الخروج من تبعية الريع النفطي، فمن دون حصانة أخلاقية عقائدية و تشريع إسلامي يحكم كل أوجه النشاط الإنساني فنحن نبيع لأنفسنا الوهم.
