
“علينا جميعًا أن نواجه هذا الخطر، يعني الآن عندما نقول يجب أن نواجه مشروع إسرائيل الكبرى، إذا جاء أحدٌ يقول لي: “لكن ما لنا علاقة، طالما أنهم يقتلون في غزة و يقومون بالإجرام في غزة، و بلدنا بعيد عن الموضوع”، يا أخي، أنت مستهدف في لبنان، مستهدف في كل منطقة. الخطوة الأولى الآن موجودة في غزة، لكن كل الخطوات الأخرى لها تبعية معينة ستحصل في يوم من الأيام بحسب وجهة النظر الإسرائيلية، أو ستسعى إليها.
من هنا، أقول: عندما نواجه إسرائيل، علينا أن نواجهها كلٌّ من موقعه و بحسب قدرته و بحسب خطته، و يكون بذلك، إن لم يكن مقتنعًا و مؤمنًا بأحقية القضية الفلسطينية، على الأقل أنه يكون مقتنعًا بأن يبعد الخطر عنه قبل أن يصل إليه، لأن المشروع سيصل إليه عاجلًا أو آجلًا بحسب التخطيط الإسرائيلي.”*
هذه الفقرة مأخوذة من كلمة القاها فضيلة الشيخ نعيم قاسم في ذكري إستشهاد قياديين في حزب الله.
الجملة الأخيرة في غاية الأهمية، من لا يؤمن بأحقية تحرير فلسطين و أولويتها، عليه في الحد الأدني أن يدفع الخطر الصهيوني الداهم عنه و الذي سيصله آجلا أم عاجلا، فبنو صهيون خفاش يعيشون علي إمتصاص دماء البشر و هم بين ظهرانينا و لن يرتاح لهم بال ما لم يستعبدونا و ما لم يحولوا وجودنا إلي جحيم.
كيف ننسي أن فلسطين و الشام بصفة عامة هم موطن الإسراء و المعراج و هناك في ضاحية من ضواحي دمشق سينزل سيدنا المسيح عليه السلام ؟ كيف ننسي أن رسول الحق صلي الله عليه و سلم أم بأكثر من 12 ألف نبي في المسجد الأقصي و ان بعثة سيدنا المسيح كانت في فلسطين و أن السيدة مريم عليها السلام من أهل فلسطين ؟
فتلك البقعة مباركة و تحمل دلالات دينية عميقة لنا نحن المسلمين في المقام الأول و التفريط فيها كلفنا و سيكلفنا وجودنا. نحن إلي حد الساعة غير قادرين علي النهوض و تفشي فينا حب الدنيا و نتعامي عن حقائق بديهية : يستحيل التعايش مع بنو صهيون، هؤلاء يقتاتون علي هواننا و تخاذلنا و جبننا و قوتهم قائمة علي إستغلال كل نقاط ضعفنا، فإن لم ندرك بعد لزومية الإتحاد حول هدف محاربتهم علي كل المستويات، فلن يقدر لنا إستقرار أو إزدهار حضاري.
كثيرون يخافون تبعات المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني لكن لا مفر من ذلك، و حالة الخضوع و الإستسلام لمنطق بنو صهيون الغاشم لن يزيده إلا عجرفة و طمع و هيمنة. فإن لم نربي الأجيال علي حتمية مقاومة و دحر الخطر الصهيوني نحن نقضي علي أسباب ديمومة عالم المسلمين. فلا بد لنا التفكير بضمير المسلم و نبذ الذهنية القطرية الضيقة التي تجعل من أخيك في العقيدة غريب.
*https://almanar.com.lb/article/236622/?s=tg