
نحي اليوم ذكري 7 اكتوبر 23 البطولية و التي كبدت العدو الصهيوني خسائر جسيمة و أطاحت بسمعة مخابرات العدو و صورة الكيان الذي لا يقهر.
إحدي محاسن عملية طوفان الأقصي أنها أعادت فتح ملف فلسطين، الملف الذي أغلقه نظام التجزئة العربي عبر الهرولة إلي التطبيع مع العدو الصهيوني و قد إستيقظ العالم في اليوم التالي علي حقيقة مرة : خذلانه لحقوق شعب فلسطين في العيش حرا سيدا في أرضه.
بعد عامين من عملية طوفان الأقصي ندرك تماما أن الحرية و الإستقلال لا يزالان مطلب بعيد المنال في أجواء الخذلان و الخيانة و الإبتزاز الصهيوني الإنجيلي لكن الأهم في كل ذلك أن العالم و خاصة منه احراره أدركوا أن القضية الفلسطينية قضية مصيرية لجميع البشر و لا تعني فقط شعب أو منطقة و لا بد من وضع حد لجبروت بنو صهيون.
من كانوا و لا يزالون يتحدثون عن المحرقة لم يعد بإمكانهم اليوم إقناع أحد بالحقوق المزعومة لبو صهيون في أرض فلسطين و الجميع فهم بأن حالة اللاعقاب التي يتمتع بها العدو الصهيوني لم تعد مقبولة و بات سلاح المقاطعة أحد أفضل الأسلحة لتقليم اظافر العدو الصهيوني.
عملية طوفان الأقصي غيرت الكثير و الكثير و أعادت ترتيب موازين القوي و أدرك المتخاذلين من العرب و المسلمين أن كل التنازلات التي يقدمونها للعدو الصهيوني لن ترد عنهم أطماعه و عدوانيته. هذا و العدوان علي إيران أظهر لنا كيف أن السلاح وحده من يكسر هيبة عدو متغطرس و لا يعترف بخطوط حمراء.
يدعي البعض أن الثمن كان باهضا و نقول هذا أمر طبيعي، فبيت المقدس يستحق شلالات من الدماء و تضحيات بلا توقف إلي حين تحريره بالكامل. فمن يراهن علي حرية بدون ثمن فهو واهم، للحرية و الكرامة ثمن لا بد من دفعه و الجهاد في سبيل الله فرض عين و التملص منه أودي بحظوظنا في تحرير فلسطين باكرا قبل إستقواء العدو الصهيوني علينا.
عادت قضية تحرير فلسطين إلي الواجهة و ستظل كذلك و لنحذر من إنصراف النخب و الشعوب حالما يوقف إطلاق النار، فالتجارب السابقة بينت لنا كيف أن اللامبالاة سادت الدول و الشعوب عندما سكتت الأسلحة، فواقع الإحتلال مستمر و خطط العدو ماضي فيها و لن يردعه أي إتفاق هدنة.