
من سنين عديدة، إرتفع صوت خافت في أوساط الأمريكيين يتساءل بجدية كاملة “إلي متي و نحن ندفع ثمن دعمنا لإسرائيل ؟”
منذ 7 اكتوبر 2023 أصبح ذلك الصوت يسمع عاليا في اوساط داعمي الجمهوريين الأمريكيين و بات لهم ممثلين مؤثرين من توكر كارلسون و ستيف بانون ممن سخروا منابرهم الإعلامية لبث تذمر و غضب الجماهير الأمريكية من المساندة العمياء لبنو صهيون.
و لأصواتهم من يصغي إليها و هؤلاء قرروا بجدية أكبر أنه لم يعد مسموح لهم بتمويل كيان غاصب بأموالهم التي يدفعونها ضرائب و تسيء إستعمالها الحكومة الفيدرالية في واشنطن.
هم إستفاقوا و يعملون بفاعلية لقلب الطاولة علي اللوبي الصهيوني المتمكن من صناع القرار الأمريكي.
في بلادنا الواسعة، هل من صحوة ضمير ؟
هم في أمريكا ليسوا معنيين بفلسطين كما هو حالنا نحن المسلمين بل يرون أن مصالحهم مهددة بمقتضي إنحيازهم الأعمي للكيان الغاصب و فهموا أخيرا ضرورة التصدي لهذه العلاقة المرضية بينما نحن أنظمة و شعوب لازلنا نري في بنو صهيون العدو الذي لا يقهر، فنسعي لإرضاءه بكل السبل و كأننا نضمن بذلك وجودنا المزيف، اقول مزيف فالحضور الحقيقي لأي أمة يرتبط بمدي فاعليتها الحضارية و نحن لا فاعلية لنا و لا تأثير. دول الخليج الفارسي إعتادت شراء بقاءها علي كراسي الحكم مقابل إتاوة يدفعونها بإنتظام للمظلة الأمريكية و الإتاوة تتضخم عام بعد عام، عقد بعد عقد و رغما من ذلك لم تحميهم من صواريخ العدو الصهيوني و أما رعاياهم فكل همهم منصب علي تأمين حياة الرفاه لأنفسهم و لا أحد مستعد للتفريط في مستواه المعيشي المرفه من أجل تحرير فلسطين و تحجيم سطوة بنو صهيون للقضاء عليها لاحقا.
يجدر بنا بعد 7 أكتوبر 23، الكف من تعليق أمال عريضة علي عدو إنجيلي صهيوني و المراهنة علي إستقرار هش تحت حرابه.