نظرات مشرقةيهمكم

جيل اليوم المخيف

بقلم عفاف عنيبة

من مدة قصيرة، قالت لي صديقة الطفولة متبرمة :

-جيل اليوم مخيف، فهو لا يكترث لقضية فلسطين و يري من العبث معاداة بنو صهيون.

تذكرت حينها أحد الشباب الجزائريين من المهاجرين في فرنسا، متزوج من فرنسية و له منصب مرموق في فرنسا الحضارة و كيف عارض والديه الذين بقوا في الجزائر عندما لبي دعوة من بنو صهيون ليحاضر في القدس عن علمه مبررا موقفه ” كيف نعارض أناس أذكياء فرضوا أنفسهم بتطور علمي مذهل و هذه سنة الحياة الأقوي و الأكثر تطورا يهزم الضعيف و لا دخل للدين هنا !”

نعم لدينا جيل مخيف مستعد للتفريط في كل مقدس من أجل منافع مادية بحتة، نحن في خضم عولمة وحشية نسينا سلطان المادة علي العبد و كيف أن القيم تتلاشي أمام الطمع و مفهوم المتعة الفورية و لا مكان للإنتظار أو للتضحية.

يكره جيل اليوم كلمة “الصبر”، فمن المتوقع أن يكون موقفه من قضية مصيرية مثل فلسطين بهذا القدر من الإنتهازية  بل يتعذرون بتنازلات الفلسطينيين أنفسهم “لا يجب أن نكون ملكيين أكثر من الملك.” و هكذا بات شباب اليوم مهووس بقطف الثمار، ثمار السلف و لا إستعداد له ببذل ربع ما بذله أسلافه بدعوي “انهم ليسوا سذج مثل سابقيهم!”

نعم أصبح التشبث بقيم الدين و العيش وفق منظور “إعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا و أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”سذاجة ! غير ان الشباب فترة من الزمن و سرعان ما سيستيقظ هذا الجيل المخيف علي إستحقاقات وجودية لن يكون بوسعه حينها التهرب منها بأي حال من الأحوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى