نظرات مشرقةيهمكم

بين الإستقلال الذاتي و التواكل

بقلم عفاف عنيبة

من سنين، قدمت لي صديقة عرض موضوعي لمشاكل البطالة في بلادنا و العقبات التي يظن المتخرجين الجدد أنها في إنتظارهم. و قد همني مقطع من عرضها و أرده هنا كاملا :

“في الغرب، يضع النظام الإقتصادي الرأسمالي الليبرالي الشباب المتخرج أمام ضرورة الإعتماد علي نفسه و شهادته الجامعية أو المهنية و العمل باكرا، فقد رأيت حالات من الإستقلال الذاتي، أبرزتها لطلبتنا كأمثلة واقعية، فمثلا الشاب و الشابة الغربيان يتفقان منذ البداية علي قبول أي عمل و إدخار مبالغ مالية و بعد سنين قليلة يتقدمون بطلب قرض من بنوكهم ليبحثوا عن عقار قديم أو قيد الهدم لشراءه و إعادة تأهيله و عرضه للكراء و هكذا يستردون شيئا فشيئا المبلغ المستثمر و يحصلون في نفس الوقت علي ملكية عقار.

ترين أن مستوي الوعي عندهم عال مقارنة بنا، هم يدركون بأن الدولة لن توفر لهم مناصب عمل و لن تساعدهم عبر عقود عمل مؤقتة. و نحن بعد تجريب كل الأنظمة الإقتصادية و بعشوائية كبيرة و بنسبة فساد كبيرة و بيروقراطية متغولة لا يزال شبابنا يعيشون علي الأوهام، وهم الدولة الضمان و الدولة اللجوء الآمن و الدولة البقرة الحلوب. ما لم يدرك الشاب أهمية الإعتماد علي نفسه و قبول اي عمل في بداية مشواره المهني و التقشف في مصاريفه و البحث في نفس الوقت عن فرص عمل أفضل سيظل يدور في فلك البطالة إلي ما شاء الله.  ما يغفل عنه شبابنا أن العمل علي بساطته له قيمته و سيجلب له الشعور بقيمة ما يبذله من جهد، فأي عمل له مردوده الإيجابي علي المجموعة و المجتمع ككل و هذا ما أحاول جاهدة تبليغه طلبتنا في كل مرة أستقبل مجموعة منهم للتكوين.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى