نظرات مشرقةيهمكم

في تلك الجزيرة، عدت إلي زمن البساطة و الهدوء…

بقلم عفاف عنيبة

روت لي قريبتي ما يلي عن زيارة خاصة لها برفقة إبنها :

“كان إبني يدرس في ماليزيا و في يوم ما عندما إقتربت إحدي عطله، إتصل بي و بأبيه و اخبرنا بأنه سيذهب في رحلة إلي جزيرة لومبوك الأندونيسية و دعانا للإلتحاق به “هذه فرصتنا في التعرف علي أندونيسيا، لا تضيعوها” قال لنا، فتذكرت إقامتك هناك عفاف و أنت بعد طفلة و كيف كان لتلك البلاد البعيدة تاثير عظيم عليك، فإتفقت مع زوجي للذهاب و مرافقة إبننا و كانت التكاليف في متنوالنا، و هكذا إكتشفنا جزيرة تقع شرق بالي الشهيرة. وصلنا بالطائرة و كانت حافلة تنتظرنا لتأخذنا إلي الميناء السياحي حيث نقلتنا باخرة إلي إحد الجزر الثلاث و هم جزيرة جيل جو و جزيرة جيلي مينو و جزيرة جيلي ترواقان و نزلنا في هذه الجزيرة الأخيرة. تفاجأنا بأنه علينا السير علي الأقدام أو إستئجار دراجة أو ركوب مراكب بأحصنة، فالسيارت كانت ممنوعة حفاظا علي البيئة الرائعة، في حياتي لم اري خضرة مثل غابات تلك الجزيرة و لا رمال شواطيء ببياض مذهل و ماء شفافة مثل مياة المحيط الهندي الذي يحيط بالجزيرة من كل جانب. كان إستقبال أهل الجزيرة مفعما بالترحاب و حسن الضيافة و قد إخترنا إستئجار بيت علي شاطيء البحر و بالنسبة للتسوق كان علينا التوجه إلي أقرب قرية نشتري فيها كل مستلزماتنا و نحملها تارة علي دراجة و تارة علي عربة.

كنا نسمع هدير المحيط يلفنا من كل جانب و أصوات لطيور و حيوانات لا نعرفها، قضينا وقت في التجوال مع مرشد في الغابات و تعرفنا علي أشجار لم نراها في حياتنا و أشجار مثمرة لم يسبق لنا رؤيتها من قبل و لا حتي تخيلها، فلا يزال مذاق ثمرة الربونتان اللذيذ في فمي. و كلما كنا نتجه إلي القرية، كان يقابلنا سكانها بالإبتسامة و يبيعون لنا صناعاتهم التقليدية بنصف اسعارها تصوري.

في تلك الجزيرة لم يكن هناك فيه نقال و لا شاشة فقط السماء و المحيط و الخضرة داخل و خارج البيت المصنوع بالخشب و لمدة خمسة عشر يوم إرتحنا راحة أعادت لنا الصحة و إيماننا في الناس …”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى