
تتحدث حاليا العناوين الإعلامية عن عودة الفلسطينيين إلي ركام أحياءهم و بيوتهم و أوردت شهادات من لم يتعرفوا علي شوارعهم و منازلهم من شدة ما لحق من دمار تلك المناطق التي كانت يوما تنبض بحياة ساكنيها.
من المؤكد أن العودة ستجعل من مئات الآلاف الفلسطينيين بدون مأوي، فالعودة رمزية في مضامينها أكثر منها فعل واقعي يضمن لهم الرجوع إلي حياتهم و نشاطهم السابق. تعني العودة اليوم إنهزام المشروع الإنجيلي الصهيوني الذي كان يقضي بتهجير سكان غزة و ترحيلهم إلي صحراء اللاإنتماء، لعل أهم نجاحات المقاومة و صمود الفلسطينيين في غزة يتلخص في هذا المعطي الهام جدا : “نحن باقون في أرضنا”.
فقد تعلم الدرس الفلسطينيين، فرارهم من فلسطين في 1948 كلفهم غاليا جدا، فصاحب الأرض لن يتخلي عن أرضه بأي حال من الأحوال حتي و لو أدي الأمر الإستشهاد عليها، و غزة بذلت أكثر بكثير من 60 ألف شهيد ليظل أبناءها فيها. نعم العودة إلي الركام مؤلمة للغاية و ستبقي المباني المهدمة و المقصوفة شاهد حي علي همجية بنو صهيوني لكن سنة الحياة تقضي بأن كل هذا الحجر ستعوضه مباني جديدة تبني علي أشلاء العدوان و كما صرخت لبنانية من جنوب لبنان “دمروا و دمروا و نحن سنظل هنا و سنعيد بناء بيوتنا، فأصحاب الحق هم المنتصرون بإذنه تعالي”.
و العودة تذكر صناع القرار دوليا بأنهم غير مفوضين بتقرير مصير شعب فلسطين و من يقرر هم المعنيون، هم وحدهم و لا أحد غيرهم.