ما كشفه الإتحاد الدولي للصحفيين الإستقصائيين و صحيفة واشنطن بوست أظهر لنا حجم التواطيء بين دول عربية مطبعة بشكل مباشر أو غير مباشر مع العدو الصهيوني و علينا بفهم جيدا تبعات مثل هذا التواطيء و كيف أن نظام التجزئة العربي يتآمر علي فلسطين و قضايا العالم العربي الإسلامي الذي ترنو بعض أجزاءه إلي التحرر من الهيمنة الغربية الصهيونية.
فمهما يحرص الخائن علي إخفاء خيانته، سيأتي اليوم الذي ينكشف و يفتضح أمره و في هذه الحالة بالذات ليس في وسعنا تمرير ما يحاك ضدنا، فالأمر جلل، فالتنسيق الأمني و العسكري بين قطر، البحرين، السعودية، الإمارات، مصر و الأردن و بين الكيان الصهيوني يستهدف قبل كل شيء حقنا في مقاومة الإحتلال و مثل هذا التحالف الدنيء يلغم أوضاعنا و يصادر حقوق الشعب الفلسطيني في المقاومة.
فالدول الست إنخرطت ضمن تصور أمريكي صهيوني يجعل من الكيان الغاصب واقع قهري و يقر في نفس الوقت بهيمنته علي كل المنطقة و هكذا حصل علي الضوء الأخضر للبقاء و تصفية قضية فلسطين و قد سبق و قلنا بأن تحرير فلسطين لم يهم نظام التجزئة بل إحتلالها سمح بظهور هذه الدويلات هنا و هناك تحكمها جماعات لا هم لها سوي أناها المتضخمة. و لا ندري ما يخبئه لنا المؤتمر القادم في مصر، إلا أننا علي يقين بأن الخيانة لن تضمن مصالح فاسدين و آجلا أم عاجلا سيدفعون ثمنها.
