
شاركت تركيا في مفاوضات الهدنة بين العدو الصهيوني و حماس، و من يطلع علي محتوي إتفاقية الهدنة الهشة و لواحقها سيكتشف أن الدول المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار هي أمريكا، مصر، قطر و تركيا.
و قد أبدت وزارة الدفاع التركية إستعدادها التام للقيام بمهامها في غزة و الجانب التركي يصف مشاركته في المفاوضات من باب إسناد إخواننا في غزة و كف العدوان الصهيوني عليهم.
صراحة دور تركيا في ملف فلسطين غامض و خاصة إبان العدوان الصهيوني علي غزة، يتحجج البعض بضيق هامش المناورة لدي الرئيس إردوغان و أنه مجبر علي تقديم مصالح بلاده في أي تحرك لصالح المقاومة الفلسطينية. في رأينا عضوية تركيا في الحلف الأطلسي لغم سياستها الخارجية لأبعد الحدود، و إصرارها علي عدم قطع علاقاتها الديبلوماسية مع بنو صهيون و مفهومها للسلام و تمسكها بحل الدولتين العبثي لا يؤهلها للعب دور أكثر فاعلية ناحية قضيتنا الأولي و الأهم.
ماذا ستفعل قوات تركيا في غزة سوي منع أي محاولة مقاومة مسلحة، فتبرير وجود تركي هناك بحجة مراقبة تطبيق الهدنة لا معني له مع عدو صهيوني لا يزال يقصف و لا يزال يخرق وقف إطلاق النار بعدم فتح كل المعابر و هو يسمح بدخول المساعدات بصفة جزئية و ليس كاملة و هل تملك قوات تركيا مصر أو قطر السلطة لردع بنو صهيون و الحال علي ما هو عليه ؟
طبعا لا، فجيش أمريكا موجود ليس لمراقبة تطبيق إتفاق الهدنة و إنما لإسناد عسكريا جيش تساحل، كيف ضمنت تركيا واشنطن و هم يعلمون جيدا مدي إنحياز هذه الأخيرة إلي بنو صهيون ثم تصور أنقرة للسلام في الشام تصور هلامي لا وجود له في الواقع و كما صرح المؤرخ اليهودي إلان بابي ” بنو صهيون ماضون في حربهم علي المقاومة” هذا هو الثابت الذي قفزت عليه تركيا…