
الإتحاد الأوروبي متخوف من تراجعه الحضاري أمام الصين و الولايات المتحدة الأمريكية و يترجم تخوفه هذا بنهجه سياسة حمائية، نفس السياسة التي يتبعها و يفرضها الجانب الأمريكي. لكن ما يهمنا نحن، أيننا من تعاظم دور الصين في أسواقنا و هل سنظل سوق إستهلاكية لمنتجات صينية من الدرجة الثالثة ؟
هل سنسمح لطريق الحرير الصيني التحكم في نسيجنا الإقتصادي و نحن أمم لا تعتمد علي الإبتكار و الإبداع و الإختراع بل كل ما نحسنه عرض ثرواتنا من النفط و الغاز و المعادن لإستغلالها ؟
الصين علي منوال الغرب تضع أولا و أخيرا مصالحها فوق كل إعتبار و لا تدخل مشروع و لا بلد إلا إذا ما ضمنت لنفسها هامش ربح ضخم و موطيء قدم يمكنها من الهيمنة الإقتصادية. و الإعتقاد بأن الصين مستعدة لنقل التكنولوجيا إلي بلداننا، إعتقاد ساذج، فالإحتكار العلمي و المعرفي الذي يمارسه الغرب منذ بدايات الثورة الصناعية هو نفسه الذي تعمل به الصين، فالتقدم التقني و التكونولجي الذي تعرفه الصين ثمرة إستثمارات ضخمة من المدرسة إلي مراكز البحث الجامعية إلي معاهد الإمتياز المعرفي، فالجمعية الصينية للعلوم و التكنولوجيا لم تنطلق من فراغ و قادت عملية مراكمة المعارف مع الإختراق الذي قام به جواسيس صينيين في الجانب الغربي و أدي ذلك إلي وضع إستراتيجية صينية طموحة في مجال التطور العلمي. فالحزب الشيوعي الصيني عمل و يعمل من أجل فرض ريادة صينية في عالم متدافع بشدة، و تتطلب الريادة شروط صارمة نجحت في توفيرها الصين، فالعقل الصيني يستند إلي خلفية حضارية قديمة و يبحث عن دور يليق به في كوكب يعيش أزمات متداخلة و تحديات كثيرة.
نحن رضينا لأنفسنا دور هامشي في سباق المعرفة العالمي و هذا لأننا علي خلاف الصين أفقنا ضيق و حب الذات مسيطر و مسؤولينا لا يملكون تصور إستراتيجي يخرجنا من دائرة الهامش و كل هذه العوامل تصب لصالح القرن الصيني.