لعل أهم درس نستخلصه من غزة أن المقاومة ثابت من الثوابت الذي لا مناص منه في ظل الإحتلال و الدرس الآخر أن بنو صهيون و حلفاءهم صبوا كل وحشيتهم علي رؤوس الفلسطيين ليتخلصوا من المقاومة و لم يفلحوا …هذا و قد إنكشف دور الأمم المتحدة و المحافل الدولية و كيف أن المواثيق الدولية لا معني لها عندما يكون القتيل مسلما …فحياة المسلم لا قيمة لها في العرف الدولي خاصة إذا ما تآمر المال السعودي و الإماراتي علي إخوانه في العقيدة.
العالم ما بعد غزة غابة : القوي يأكل فيه الضعيف و هم الكبار مصالحهم المتغولة و لا شيء آخر و أما الديمقراطية كما يروج لها لا تنفع و لن تتحرك لحماية مدنيين بل علي خلاف ذلك ترخص الديمقراطية و اصحابها قتل و تجويع أبرياء بإسم الدفاع عن النفس و قد وقفنا علي محدودية سلطة المحاسبة و المعاقبة للمحكمة الدولية و كيف أن الكبار لا يعتبرون أنفسهم معنيين بالقانون الدولي إنما يتذكرونه حينما يلاءم مصالحهم و فقط.
العالم ما بعد غزة عبارة علي محفل لا يسمح للضعفاء و المتخلفين بالبقاء و الدفاع عن حقوقهم، فكل الأنظمة السياسية و الإقتصادية التي نظر لها العقل الغربي تخدم أطماعه في المقام الأول و نظرة الإستعلاء لا تفارقه، هذا و العقل الإستراتيجي الغربي لا يعترف بحدود أو سيادة أو حقوق، و هكذا يسقط القناع.
فما يجب الإنتباه إليه في عالم ما بعد غزة أن ما جري هناك سيتكرر ما لم نرتب أوراقنا و صفينا حساباتنا مع الخونة و حققنا أسباب القوة الحضارية و الرجوع إلي معطي وحدة المصير لدي كل المسلمين…
