نظرات مشرقةيهمكم

من تغرر بهم الدنيا

بقلم عفاف عنيبة

تحدثت البارحة مع الأخت الفاضلة الأستاذة كريمة عمراوي و في معرض حديثي معها تطرقت إلي أمر لطالما شكل بالنسبة لي أحد أسباب الشكر و الحمد الكثير. ما هو هذا الأمر ؟

يتعلق بظاهرة موت المشاهير من غير المسلمين و بعض المسلمين، عند إعلان وفاة أحد هؤلاء نقرأ سرد كامل لمناقبهم و أعمالهم و إنجازاتهم، فأجد نفسي بشكل عفوي أتساءل : تري هم ماتوا غير مسلمين، لا يعرفون الله و لا رسوله الكريم عليه الصلاة و السلام و لا يدرون بوجود القرآن الكريم و لا بنزول شريعة إسلامية من سابع سماء إلينا علي يد رسول الحق و لا يعرفون الحرام و الحلال و أن حكمة الخلق تكمن في عبادتنا للواحد الأحد، فأي مصير ينتظرهم في قبورهم ثم عندما ينتقلون إلي البرزخ ؟

و حتي المشاهير من بعض المسلمين راكموا أسباب الشهرة الزائفة و لم يعملوا لآخرتهم و لم تكن أعمالهم خالصة لله خاصة ان جزء كبير منها يتعارض مع شرع الله، فكيف سيقابلون الله عز و جل ؟ فغضب الله و سخطه و عقابه تعالي لا يقارن بغضب العبد و عقابه، إنه غضب الخالق الجبار، تغرر الدنيا بالعبد و ما يغيب عن الإنسان أن الله يمهله مرات و مرات في حياته و عليه بالتوبة النصوح و إلا ستكون عاقبته من أسوأ ما يكون. فالحياة رحلة قصيرة لن تتجاوز 90 سنة في أغلب الحالات و من يقضيها في معصية الخالق و هو يظن خطأ أنه يفعل خير، أهدر فرص التوبة و إصلاح نفسه و مجاهدة النفس الأمارة بالسوء.

فعلينا بالحمد و الشكر علي نعمة الإسلام و علينا بإخلاص النية لله و الثبات علي دينه و الإجتهاد في طاعته، إنها ساعة زمن و نرحل و البقاء لله الواحد الأحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى