نظرات مشرقةيهمكم

لماذا هم نجحوا و نحن فشلنا ؟

بقلم عفاف عنيبة

 

 

المتأمّل في أحوال العالم الإسلامي في عصرنا الحالي سيطرح هذه الأسئلة:

عجبًا! يدّعي المسلمون أن دينَهم هو الدينُ الصحيحُ و الخاتمُ، و مع ذلك لا يعملون بأخلاقه و لا بشريعته  و لا بأركانه و لا بأصوله، بينما يهودُ فلسطينَ متشبّثون أشدَّ التشبّثِ بتوراتِهم المحرّفةِ؟

عجبًا! يحُثُّ الإسلامُ على طلبِ العلمِ و إعدادِ العُدّةِ لمواجهةِ العدوِّ اليهوديِّ و الصليبيِّ، و المسلمون لا يفعلون ذلك؛ بل يهودُ فلسطينَ المحتلّةُ هم من يطلبون العلمَ و يعدّون العُدّةَ لتوسيعِ مملكةِ إسرائيلَ المزعومةِ؟

عجبًا! نجدُ النظافةَ و العملَ المتقنَ و السلوكَ المتحضّرَ عندَ يهودِ فلسطينَ المحتلّةِ، و لا نعثرُ على النظافةِ و الأخلاقِ الساميةِ و التحضّرِ الراقيِ بين المسلمينَ؟

عجبًا! استطاعَ يهودُ فلسطينَ المحتلّةُ أن يبنوا كيانًا متطوّرًا لهم في أرضٍ اغتصبوها، و نرى تلاحمَ كلِّ يهودِ الكونِ مع يهودِ فلسطينَ المحتلّةِ، بينما حالُ المسلمينَ يُرثى له: فهم منقسمون و متنافرون و متخاصمون و متخلّفون، و كلّ يومٍ يمرُّ يتخلفون عن اليهودِ بآلافِ السنينِ لا ببعضِ السنواتِ.

عجبًا! كيف لهؤلاء المسلمين أن ينتصروا و يزدهروا و هم يعيشون في حالةِ عصيانٍ مستمرةٍ لخالقهم و لا يعملون بتعاليمِ دينهم؟ و صلاتُهم و صومُهم و زكاتُهم لا تصلُ إلى خالقِ العبادِ لأنّهم يرفضون بإصرارٍ شيطانيٍّ تحكيمَ دينِهم في شؤونِهم الدنيويّةِ، و لا يبالونَ بأهوالِ الآخرةِ باعتقادِهم أنّهم يريدون العيشَ في جنةِ الأرضِ مدةً قصيرةً و فقط؛ أما ما سيلي موتَهم من برزخٍ  و محاسبة عسيرةٍ يومَ القيامةِ فلا يؤمنونَ به من فرطِ تعلقِهم بدُنْيا الزوالِ.

و السؤال:

كيف لأمّةٍ تقاتلُ بعضها البعضَ لاختلافِ المذهبِ أو طمعًا في مكاسبَ دنيويّةٍ أو عنصريّةٍ—كما هو الحالُ في قتلى دارفورَ السودانيّةِ—أو بتجبّرٍ و طغيانٍ كما وقعَ في ساحةِ رابعةَ حيثُ أزهقَ العسكرُ المصريُّ الصهيونيُّ أكثرَ من ألفِ نفسٍ مسلمةٍ—كيف لهذه الأمّةِ أن تنتصر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى