
المتأمّل في أحوال العالم الإسلامي في عصرنا الحالي سيطرح هذه الأسئلة:
عجبًا! يدّعي المسلمون أن دينَهم هو الدينُ الصحيحُ و الخاتمُ، و مع ذلك لا يعملون بأخلاقه و لا بشريعته و لا بأركانه و لا بأصوله، بينما يهودُ فلسطينَ متشبّثون أشدَّ التشبّثِ بتوراتِهم المحرّفةِ؟
عجبًا! يحُثُّ الإسلامُ على طلبِ العلمِ و إعدادِ العُدّةِ لمواجهةِ العدوِّ اليهوديِّ و الصليبيِّ، و المسلمون لا يفعلون ذلك؛ بل يهودُ فلسطينَ المحتلّةُ هم من يطلبون العلمَ و يعدّون العُدّةَ لتوسيعِ مملكةِ إسرائيلَ المزعومةِ؟
عجبًا! نجدُ النظافةَ و العملَ المتقنَ و السلوكَ المتحضّرَ عندَ يهودِ فلسطينَ المحتلّةِ، و لا نعثرُ على النظافةِ و الأخلاقِ الساميةِ و التحضّرِ الراقيِ بين المسلمينَ؟
عجبًا! استطاعَ يهودُ فلسطينَ المحتلّةُ أن يبنوا كيانًا متطوّرًا لهم في أرضٍ اغتصبوها، و نرى تلاحمَ كلِّ يهودِ الكونِ مع يهودِ فلسطينَ المحتلّةِ، بينما حالُ المسلمينَ يُرثى له: فهم منقسمون و متنافرون و متخاصمون و متخلّفون، و كلّ يومٍ يمرُّ يتخلفون عن اليهودِ بآلافِ السنينِ لا ببعضِ السنواتِ.
عجبًا! كيف لهؤلاء المسلمين أن ينتصروا و يزدهروا و هم يعيشون في حالةِ عصيانٍ مستمرةٍ لخالقهم و لا يعملون بتعاليمِ دينهم؟ و صلاتُهم و صومُهم و زكاتُهم لا تصلُ إلى خالقِ العبادِ لأنّهم يرفضون بإصرارٍ شيطانيٍّ تحكيمَ دينِهم في شؤونِهم الدنيويّةِ، و لا يبالونَ بأهوالِ الآخرةِ باعتقادِهم أنّهم يريدون العيشَ في جنةِ الأرضِ مدةً قصيرةً و فقط؛ أما ما سيلي موتَهم من برزخٍ و محاسبة عسيرةٍ يومَ القيامةِ فلا يؤمنونَ به من فرطِ تعلقِهم بدُنْيا الزوالِ.
و السؤال:
كيف لأمّةٍ تقاتلُ بعضها البعضَ لاختلافِ المذهبِ أو طمعًا في مكاسبَ دنيويّةٍ أو عنصريّةٍ—كما هو الحالُ في قتلى دارفورَ السودانيّةِ—أو بتجبّرٍ و طغيانٍ كما وقعَ في ساحةِ رابعةَ حيثُ أزهقَ العسكرُ المصريُّ الصهيونيُّ أكثرَ من ألفِ نفسٍ مسلمةٍ—كيف لهذه الأمّةِ أن تنتصر؟