ثمن السلام الصهيوني = عدم إسترجاع فلسطين و التنازل الكلي عنها لفائدة بنو صهيون و لهذا السبب :
بقلم عفاف عنيبة

لا و لم و لن يكون سلامٌ مع بنو صهيون.
إذا أبطَلَ نظامُ التجزئةِ العربيِّ فريضةَ الجهادِ لتحريرِ الأرضِ، فلن ينجُو هذا النظامُ ممّا يخبئه له ربُّ العبادِ.
لقد نالَ بنو صهيون مرادَهم عبرَ التطبيعِ. اعترفتْ معظمُ الدولِ العربيةِ و الإسلاميةِ ببنو صهيونَ في الحدودِ الجغرافيةِ التي اغتصَبُوها غصباً؛ فلماذا سينسحبونَ من أراضي عامِ 1967 ؟
هم باقونَ في أرضِنا المغتصبةِ إلى حينِ تَوَفّرِ أسبابٍ و شروطِ انبعاثِ أُمّةِ الإسلامِ من جديدٍ، فتَنْتَزِعَ منهم أرضَ فلسطينَ و تَطْرُدَهم شرَّ طَرْدَةٍ من أرضِنا و فضائِنا.
فالسلامُ الذي يَرنو إليه بنو صهيونَ هو سلامُ التسليمِ باحتلالِهم لأرضنا و مقدساتِنا. هذا هو السلامُ الصهيونيُّ، و قد قَبِلَهُ نظامُ التجزئةِ العربيُّ و دولُ العالمِ الإسلاميِّ بسببِ فسادِهم و جبنِهم و خيانتِهم.
سلامُ بنو صهيونَ يعني تسلّطَهُم و انتهاكَهُم لمقدساتِنا في كلِّ لحظةٍ، و لا مجالَ لردِّه أو صده أو ردعه ما دامَ المطبعونَ أكثرَ فسادًا و وحشيّةً منه و هم المتواطئونَ معه.
الحديثُ عن «السلام لأبنائنا و أحفادنا» كما يطالبُ بهِ ملكُ الأردنِ و زوجتُهُ، هو سلامُ التنازُلِ عن فلسطين؛ سلامُ الجبنِ و سلامُ الاستسلامِ لبنو صهيون. و لا عجبَ ما دامَ عربُ و مسلمو هذا الزمانِ على قدرٍ كبيرٍ جدًّا من الانحرافِ و العصيانِ للخالقِ الواحدِ الأحدِ.
نعم، لن تتحرّرَ فلسطينُ اليومَ أو غدًا، و لكن ما أقرّه ربّنا تعالى على لسانِ نبيّه و رسولِه محمدٍ، عليه الصلاةُ و السلامُ، حقٌّ، و سَيَتَحَقّقُ بإذنِهِ تعالى، و لو كرهَ الكافرونَ و أشباهُ المسلمينِ في يومٍ ما في المستقبلِ:
عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلم: «لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمونَ اليهودَ، فيقتلهم المسلمونَ حتى يَختَبِيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ و الشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي فتعالَ فاقتله، إلا الغرقدَ فإنهُ من شجرِ اليهود.» (رواه البخاري و مسلم).
حينئذٍ سيَكونُ مسلمونَ آخرونَ يشبهونَ الرعيلَ الأوّلَ من المسلمينِ الذين عاشوا زمنَ النبوّةِ؛ هؤلاءِ هم من تقعُ على أكتافِهم مسؤوليةُ تحريرِ فلسطينَ كلّها من رجسِ الشيطانِ و أذنابِه.
لا يا عربَ الخذلانِ والخيانةِ ! لا يا مسلميَ الخذلانِ و الخيانةِ! لن تنعموا بسلامِ الخذلانِ، و لن تفرحوا بسلامِ الخيانةِ.
وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الوَكيلُ.