نظرات مشرقةيهمكم

لماذا تغيب إستراتيجية الإصلاح ما بعد إزاحة النظام الديكتاتوري ؟ سوريا نموذجا

بقلم عفاف عنيبة

عندما قامت ثورة مسلحة في سوريا و ظهر تنظيم النصرة الإجرامي لم نقرأ أي طرح من الثائرين علي النظام الفاسد للبعث لم ستكون عليه سوريا ما بعد الأسد. فمن خططوا للثورة علي الإستبداد و الفساد لم يخططوا لم بعد الثورة، فالنظام الحالي إستلم مقاليد الحكم و وجد نفسه يتعامل مع واقع جديد لم يحضر له و لم يدرسه  فرأيناه يرتمي في أحضان النظام السعودي الصهيوني و تحديدا في أحضان ولي العهد السعودي الصهيوني و ظن أن وحدها السعودية قادرة علي جلب الرخاء و الإستقرار لشعب سوري منقسم إلي مذاهب و طوائف و لم يعد يجمعه هدف واحد ألا و هو الإطاحة بنظام الأسد …

فقد أبدي الرئيس الشرع قلة نضج سياسي و هو رئيس مؤقت لفترة إنتقالية ستحدد في نهايتها مصير البلاد عبر إنتخابات نتمني أن تكون شفافة و نزيهة.

أين ظهر قلة نضجه السياسي ؟

في الملفات التالية :

-وقع علي إتفاقية دمج الأكراد في دواليب الدولة و لم يعطيهم فيما بعد عبر مواد الدستور ما يطمئنهم علي مصيرهم أي دمجهم و إحترام المكون الكردي من لغة و ثقافة.

-بنت إيران مصنع تحت الأرض لصنع المسيرات في سوريا و كان سلاح الجيش السوري من صنع روسي سلاح الأرض و سلاح الجو، ماذا وقع ؟ عوض أن يأمر بالحفاظ علي العتاد العسكري الذي ورثه عن نظام الأسد سمح للعدو الصهيوني بتدمير مصنع المسيرات الذي أقامته إيران و جل العتاد العسكري من طائرات و دبابات.

-سمح لشريحة درزية خائنة بالمرور إلي فلسطين المحتلة بدون أن يمنعها أو يسجن كبيرها.

-عقد إجتماع مع الفصائل المسلحة غداة إستلامه لمقاليد الحكم و طلب منهم بوضع السلاح و لم يأتمروا بأوامره، لا يزال هناك مسلحين في سوريا غير نظاميين.

-في المذابح التي وقعت في الساحل السوري و التي طالت الطائفة العلوية لم يخطط منذ أول يوم لإستمالة هذه الطائفة كي لا تنجر خلف العناصر الفاسدة منها و لم يشدد علي سلامتهم و إحترام المكون العلوي و قطع الطريق علي روح الإنتقام الوحشي التي تتلبس من يدعموه من المسلحين.

-إرتماءه في أحضان النظام السعودي المعروف بصهيونيته و انه الخادم الأمين للإدارة الأمريكية و بنو صهيون في تل أبيب، من ثاروا علي الأسد كانوا يعيبون علي الأسد عدم محاربته لبنو صهيون  بينما ترك الرئيس الشرع بنو صهيون يتوغلون إلي الداخل السوري بشكل خطير جدا و هو يبحث الآن مع الإدارة الأمريكية و بنو صهيون مضامين  إتفاقية أمنية لا تضمن له إنسحاب بنو صهيون من الأراضي التي إحتلوها منذ ديسمبر 2024.

-حسن علاقته مع روسيا التي قتلت  الشعب السوري و شردته و يناصب العداء كل العداء لإيران الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي أوجعت بنو صهيون بصواريخها طويلة المدي.

-و عند لقاء الرئيس الشرع بقادة الغرب الصهيوني الإنجيلي تفاخر امامهم بطرده لإيران و حزب الله من سوريا و ان مصالح سوريا مطابقة لمصالح الغرب الصهيوني!

-لم يفصح عن خطة دولته لإنتشال سوريا من الركود و التخلف الإقتصادي الذي تعاني منه و راهن علي رفع العقوبات الإقتصادية علي سوريا و كأنه يعتقد بأن العقوبات فرضت علي الأسد فقط لأنه ديكتاتور و فاته ان العقوبات فرضت علي سوريا للضغط أيضا عليها كي تذهب إلي التطبيع.

فصراحة كل النقاط المذكورة في الأعلي تدل بشكل قطعي أن من يحملون السلاح ضد الأنظمة الفاسدة يثورون ضد الظلم و لكنهم لا يملكون أجندة واضحة لم بعد الثورة و كيف عليهم كسب كل مكونات شعوبهم المذهبية و العرقية و أن يستندوا في التغيير السياسي و الإقتصادي علي عوامل تضمن لهم إستقلالية القرار السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى