في الذكري الرابعة عشر من تأسيس موقع نظرات مشرقة : جديدنا
بقلم عفاف عنيبة مؤسسة موقع نظرات مشرقة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أُسِّس بين 25 و30 أكتوبر 2011 موقع نظرات مشرقة على يد السيدة عفاف عنيبة، و اليوم نعيش على وقع الذكرى الرابعة عشرة لتأسيسه.
نحمد الله على توفيقه لنا طيلة أربع عشرة سنة، وندعوه سبحانه أن يديم علينا هذا التوفيق، وأن يتقبل جهادنا الأكبر عبر الموقع، وعبر أقلامنا، وما تجود به عقولنا نصرةً لدينه، وبعثًا لحضارة الإسلام.
في اليوم الذي فكّرتُ فيه في تأسيس هذا الموقع، كان الهدف منه تجسيد ما جاد به فكر المفكر الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله، والمتمثل فيما يلي:
“” ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة.”
كان مرادي إعادة تفعيل الفاعلية الحضارية التي تميّز بها ديننا الإسلام منذ انبعاثه على يد رسول الحق عليه و على آله الصلاة و السلام.
و بتفعيل تلك الفاعلية، نستطيع الخروج من دائرة الفراغ التي نتخبّط فيها منذ غلق باب الاجتهاد و انحطاط المسلمين.
إنّ تفعيل بطارية الإيمان التوحيدي ليتجسّد في أفكارنا و أفعالنا و سلوكاتنا العامة و الخاصة، هو السبيل إلى الارتقاء إلى مصافّ الحضارة الفاعلة، الهادية للإنسانية جمعاء.
اجتهدتُ مع فريق دائم و آخر مؤقت، و مع متعاونين من مختلف الجنسيات طيلة أربع عشرة سنة، لنقدّم نموذجًا حيًّا عن الفاعلية الحضارية للإسلام في جلّ المجالات، و ما زلنا على العهد، و الهدف نفسه يحدونا، و لا نزال نتطلع إلى إعادة بناء صرح الحضارة الإسلامية مع المخلصين لله في عالمنا الفسيح.
حرصنا على مخاطبة المسلمين و البشر كافة، متجاوزين القُطْرية الضيقة التي خنقت أنفاسنا و حياتنا. و اليوم نخبر قراءنا الكرام أننا نفكّر في جديد الموقع، فما سأعلنه في السطور التالية خطوات أولى، و سيظل باب التفكير مفتوحًا لإحداث خطوات أخرى نُثري بها الموقع.
أُذكّر قراءنا الكرام بأنني أنشأت هذا الموقع بمعيّة كل من مدّوا يد العون لنا بأقلامهم وخدماتهم في سبيل الله، لا طلبًا لشهرة أو تشريف أو أي غرض من هذا القبيل.
إننا زائلون، و ما سيبقى منا بعد الموت هو العمل الصالح…
فاللهم تقبّل منا، و ثبّتنا على دينك، و أعنّا على طاعتك.
و ها هو جديد الموقع كخطوة أولى:
سيُغيَّر اسم الموقع – إن شاء الله – و سنخبركم قبل ثلاثة أشهر من تغييره بالاسم الجديد الذي يعبّر أكثر عن الهدف من تأسيسه، إذ إن اسم “نظرات مشرقة” لا يؤدي المعنى الذي نريد إيصاله إلى قرائنا الكرام.
سنزوّد – بإذن الله – ركن الوثائق بصفة منتظمة بكل الوثائق المتصلة باحتلال فلسطين و تمدد التطبيع في عالمنا العربي الإسلامي، و سنضمن الركن كل وثيقة تخدم هدفنا في تفعيل الفاعلية الحضارية للمسلمين.
كما سنزوّد ركن التاريخ بكل المحطات الفاصلة التي واكبت انحطاط المسلمين و الاحتلال الصليبي لهم، و الاستقلال الصوري الذي عرفته جل دول العالم العربي و الإسلامي.
و سنواصل التفكير في مزيد من الخطوات النافعة التي تكون بمثابة الإضافة الذكية للمستوى المعرفي و الإيماني للقارئ الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
