مع قلم الأستاذة كريمة عمراوي

حكم التبرك بشجر أو حجر أو نحوهما

بقلم الأستاذة كريمة عمراوي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و سلم، و بعد:

قال الشيخ إبراهيم بن عامر الرحيلي أستاذ العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة  أثناء شرحه لكتاب التوحيد:

التبرك هو طلب البركة، البركة هي الخير الكثير الثابت، أخذت من البركة مكان اجتماع الماء، و البركة منّة من الله تعالى، يمنّ بها على من يشاء من خلقه، الأنبياء مباركون، و أصحابهم مباركون، المسجد الأقصى مبارك، كذلك مكة و المدينة، كذلك من الأزمنة المباركة رمضان، و العشر الأوائل من ذي الحجة ،  كذلك هناك من الناس من يبارك له في بدنه، في عمره، و في عمله، و قد يبارك الله عزّ وجل في القليل فيصبح كثيرا، كذلك الأعمال منها ما يكون مبارك.

التبرك يحتاج إلى الأمرين:

  1. أن يكون هذا الشيء مبارك في نفسه.
  2. جواز التبرك به.

المدينة مباركة لكن لا يجوز أخد تربتها للتبرك، العسل فيه خيرو شفاء وبركة، لكن لا نتبرك به.

كما يقال نتبرك بشعر النبي أو بأثره صلى الله عليه وسلم.

من تبرّك بشجر أو حجر، كل ما يدّعي فيه الناس البركة دخل في هذا العموم، أو بمكان أو برجل، أو جبل، أو وادي، أو نبع ماء، هذه كلّها لا تنفع و لا تضر، وهي مثل الأصنام، النفع بيد الله عزّ جل.

لمّا فتح رسول الله مكة، خرج إلى ثقيف و على هوازن، وإلى حنين، وكان الناس حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، يقال لها ذات أنواط، وينوطون بها أسلحتهم،” فمررنا بسدرة، فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط”، هذا ما جبل عليه الناس بالتشبه ببعضهم، و التأثر بالشبه إذا وجدت، وجود الفتن، وهذه المخالفات يتأثر الناس بها، فقال صلى الله عليه وسلم🙁 الله أكبر إنّها السنن) السنن الكونية( قلتم و الذي نفسي بيده كما قال بنوا إسرائيل لموسى؛ اجعل لنا إلاها كما لهم آلهة) هذا ما قاله بنوا إسرائيل لموسى بعدما نصرهم الله على فرعون، وقالها الصحابة بعدما نصرهم الله على المشركين، هؤلاء قالوها بعد خروجهم من مكة إلى حنين، و قوم موسى قالوها لما خرجوا من مصر إلى بيت المقدس، فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم، كيف تشبه هذه الكلمة كلمة بني إسرائيل، فقال موسى لهم إنكم قوم تجهلون، كذلك بعض حدثاء المسلمين قالوها بجهل، ثم قال صلى الله عليه وسلم:( لتتبعنّ سنن من كان قبلكم، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) وقد نرى اليوم من يتشبه باليهود و النصارى الشيء الكثير، يتشبهون بهم في القبح، اللباس الممزق، الرذائل التي يقوم بها سفهاؤهم أبناء المسلمين يفعلونها و العياذ بالله، معارض كبيرة تقام للملابس الممزقة، وقد تكون هذه الخروق تكشف العورة، أمور عجيبة، يتعجب العاقل منها، الرجل كان إذا ثار شعره يتقزز منه، اليوم يتعمدون في تشبههم ببعض المنحرفين من اليهود و النصارى بترك شعورهم ثائرة غير نظيفة، لكن الخير باقي في هذه الأمة، بأن يكون لباسهم و أخلاقهم بعيدا عن التشبه بالكفار.

يدّل أن التبرك بالأشجار قد يصل إلى الشرك الأكبر، كم عبدت الأشجار و الأحجار بدعوى التبرك بها.

من ظنّ أن في هذه الشجرة بركة؛ فإنّ هذا لا يصل إلى الشرك الأكبر، أمّا من ظنّ أنّ هذه الشجرة تنفع وتضر، وأنّها تجلب النصر، وأنّه من لم يطوف بها و يذبح عندها فإنّه يتضرر، فهذا شرك أكبر بيّن.”

هذا و الله أعلم، و الصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى