
راجعوا هذه المقالة الواردة في جريدة الخبر بتاريخ 29/10/25 و ها هو رابطها :
أوضح أمرًا مهمًا يُغيّبه الإعلام الجزائري – على ما يبدو – عن جهل:
فرنسا ستتآمر علينا في سنة 2027 في حال وصول مرشّحٍ فرنسيٍّ يمينيٍّ قوميٍّ، و الذي لا أصفه بالمتطرّف.
و بناءً على ذلك، لم أفهم ما علاقة فرنسا بملفّ الجمهورية الصحراوية، بينما كلّ المعطيات تشير إلى أن من يتصدّى لهذا الملفّ بشكلٍ متعجرفٍ و متكبّرٍ هم: الولايات المتحدة الأمريكية، و بنو صهيون، و الإمارات الهندية المتحدة.
في سنة 2017، عندما فزتُ بمنحة من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مشروعٍ لتكوين الفاعلين في ميدان محاربة العنف الأسري وفق المنظور الإسلامي، نبّهتني ممثلة وزارة التضامن الجزائرية إلى ضرورة الحذر من التدخلات الأجنبية في قضايانا الاجتماعية. فأجبتها فورًا:
مشروعي ذو محتوى إسلامي، و كلّ ما في الأمر أنّه فاز في مسابقة سفارة أمريكا الخاصة بأعضاء برنامج التبادل الثقافي و العلمي. ثم أضفتُ قائلة: «سيدتي، أعلم جيدًا أنّ الإدارة الأمريكية عدوٌّ لنا».
تتصوّرون ماذا حدث؟
لقد استنكر رئيس جمعيةٍ جزائريةٍ كان حاضرًا في القاعة موقفي هذا، فقال للمسؤولة عن الجانب اللوجستي للمشروع: «كيف تتجرّأ السيدة عُنيبة على القول إنّ الإدارة الأمريكية عدوّة لنا؟!»
فهناك قطاع واسع من المجتمع المدني و الإعلامي و السياسي في الجزائر، ممّن يعتقدون – بسذاجةٍ كبيرة – أنّ الإدارة الأمريكية «حبيبة الجزائر»، و أنّ الدولة الأمريكية غيورةٌ على مصالحنا، و هي أحرص علينا من أنفسنا!
و مثل هذا التوجّه لدى هؤلاء إنما ينمّ عن غباءٍ سياسيٍّ لا مثيل له.
فالولايات المتحدة الأمريكية تتآمر علينا منذ زمنٍ بعيد، و كانت أولى خطوات تآمرها في عهد الرئيس الماسوني هاري ترومان الذي فرض الاعتراف بالكيان الغاصب في فلسطين.
و الاحتلال الصهيوني في فلسطين بات اليوم على حدودنا الغربية، بل في عقر دارنا، من خلال الجالية اليهودية الصغيرة التي لا تزال تقيم بين ظهرانينا.
و إن لم نُصدّق التحليل، و لم نُعاين العدوّ الأمريكي و نحذر منه، و لم نتّخذ الخطوات الفاعلة و الفعّالة لردعه، فلن ينفع التباكي على مصيرنا بعد فوات الأوان.
الإدارة الأمريكية تريد لنا الشرّ، و جون كينيدي في قبره لن يتحرّك لإنصافنا.
كفانا سطحيةً في التعامل مع عداوةٍ أمريكيةٍ خطيرةٍ ومتجذّرة.