لماذا يتباكي الإعلام الجزائري علي تخفيض التأشيرات الفرنسية للجزائريين ؟
بقلم عفاف عنيبة

مُخزٍ هذا التوجّه لدى الإعلام الجزائري، الذي يعبّر في الغالب عن موقفٍ رسمي. و كما قلتُ منذ سنين للسيدة مارين لوبان عبر مراسلةٍ إلكترونية:
“تُشنِّع الرواية الرسمية في الجزائر بجرائم دولتكم في الجزائر، و من جهةٍ أخرى يعتبر الموقفَ الرسمي ذهابَ الجزائري إلى فرنسا و العيشَ فيها حقًّا مقدّسًا لا يجوز لدولتكم الفرنسية أن تطعن فيه!”
لديّ قناعةٌ مبنيّةٌ على يقينٍ بأنّ اليمين الفرنسي القومي، في حال وصوله إلى سدّة الحكم، سيلقّن أجيالًا من الجزائريين درسًا لا يُنسى، نتيجة انبطاحهم المفرط و إيمانهم العميق بـ”الجزائر الفرنسية”.
فحالةُ الانفصامِ الشخصيّة التي تعاني منها الجزائرُ الرسميةُ و غيرُ الرسمية، سيتولّى علاجَها اليمينُ الفرنسيّ القوميّ على طريقة “الكيّ”.
في عام 2025، لم يحسم الجزائريّ بعدُ سؤالَ هويّته:
هل هو مسلمٌ من المغرب الأوسط، أي غيرُ فرنسيّ؟ أم هو فرنسيٌّ مسيحيٌّ أو بلا دين؟
و أودّ أن أصرخ في طول البلاد و عرضها:
احسموا أمركم بربّكم إن كنتم تؤمنون بإلهٍ واحدٍ أحد، أأنتم مسلمون من المغرب الأوسط أم فرنسيّون؟
يدّعي الجزائريون أنّهم أصحاب كرامة، و ادّعاؤهم باطل، لأنهم – حُكّامًا و محكومين – يتذلّلون لفرنسا طلبًا لتأشيرةٍ إلى “سيّدتهم” فرنسا! فأين هي هذه الكرامة ؟
إنّ موقف الجزائريين من سفرهم إلى فرنسا، و اعتبارهم إيّاه حقًّا مقدّسًا، سيكلّفهم غاليًا جدًّا، و حينها سيكون الأوان قد فات.
فإمّا أن يرسموا لأنفسهم مصيرًا مستقلًّا عن أوروبا، و تحديدًا عن فرنسا، و ينضمّوا إلى الوحدة الإسلامية و الإفريقية، مستندين في تشريعاتهم إلى الشريعة الإسلامية، ليكونوا لبنةً صالحةً في صرح بعث حضارة الإسلام،
و إلّا…
*علاقتي بالسيدة مارين لوبان لا تعني مطلقًا موافقتي لها في ملفات السياسة الخارجية أو الداخلية لبلدينا.