
أي دولةٍ مسلمة لا تطبّق الشريعةَ الإسلامية تُصبح هشّةً في جميع المجالات، لأنها لا تملك الإنسانَ المُحصَّن عقائديًّا، الذي لا تهتزّ ثوابته أمام تآمر الأعداء و ضرباتهم.
تملأ هذه الأيام بعضُ المواقع تحاليلَ حول استراتيجية ترامب و الإدارة الأمريكية عمومًا تجاه العالم العربي الإسلامي، و تحديدًا منطقة المغرب الكبير.
نقرأ و نسمع في المغرب الأوسط نداءاتٍ لليقظة ممّا يُحاك ضدّنا، و الدعوةَ إلى الالتفاف حول القيادة السياسية في مواجهة المؤامرات الخارجية، غير أنّي أرى هذا التوجّه غير مُجدٍ، لماذا؟
أولًا، لأننا لا نملك القوةَ الاقتصادية و العلمية التي تُمكّننا من الانكفاء على أنفسنا أو فصلِ ذواتنا عن جسد الأمة العربية الإسلامية المستهدَفة.
ثم إننا لم نحدّد أعداءنا تحديدًا دقيقًا، و لم نبنِ شخصيةَ المسلمِ المؤمنِ منذ عام 1962 إلى اليوم، فمواطنوا المغرب الأوسط لوحةٌ من القناعات المتنافرة غير المنسجمة. بيننا الملحدُ و العلماني، و من يعبد الشيطان، و من يعبد المال، و اليهوديّ الصهيوني و العنصري المنحاز لعرقه… فكيف لهذا الجمع أن يلتفّ حول قيادةٍ سياسيةٍ لا تحكم بالشريعة الإسلامية، بل تحاربها منذ عام 1962؟
فلا ينبغي أن نُغالط أنفسنا، فالوضع كما نحن عليه اليوم لن يبقى كما هو، لأنّ الله عزّ و جلّ يُحارب كلَّ من يُحاربه.
الإسلام ليس بناءَ مساجدَ و دفعَ زكاةٍ و إعلانَ شهر رمضان،
الإسلام دينٌ و دولة،
شريعةٌ و أخلاق،
عبادةُ الله في الصغيرة و الكبيرة،
و نظامُ حياةٍ و دربٌ نسير عليه إلى لحظة الالتحاق بالرفيق الأعلى.
فالبنيةُ البشرية للمغرب الأوسط لا تسمح — بأيّ حالٍ من الأحوال — بالاعتماد عليها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، و لا أرى في الأفق القريب صحوةَ ضميرٍ لدى صُنّاع القرار السياسي.
أمّا من يعتبرون أنفسهم نخبةَ البلاد، فهم على شاكلة شعبهم، فسيفساءُ متشظّية لا تملك برنامجًا واضحًا لاستدراك ما دمّرته العلمانيةُ المتوحّشة و الفاسدة طوال أربعةٍ و ستين عامًا.
لستُ متشائمة، فالله غالبٌ على أمره، و الإنسانيةُ كلّها تسير وفق ما سطّره قضاءُ الله و قدره. و قد خيّرنا ربُّنا تعالى بين أن نُغيّر ما بأنفسنا لينصرنا، أو نغرقَ في المعصية و التنكّر له، و لا خيارَ ثالثَ لنا.
—
هل ترغبين أن أقدّم نسخةً أكثر **تحريرًا وأدبيةً** للنص (مع الحفاظ على الفصاحة)، أم تفضلين أن أبقيه **تحليليًّا مباشرًا** كما هو الآن؟