الزواج قضاء الله و قدره و يقدره الله في لحظة فارقة و هذه القصة تثبت ذلك
بقلم عفاف عنيبة

مسلموا هذا الزمان قلة منهم أدركوا الحكمة من قضاء الله و قدره في الزواج.
قلة منهم أحسنوا إستقبال الموعد الذي يحدده ربنا لكل واحد منهم ليقترن بزوجة أو زوج.
و يوفق الله العبد الذي يبحث عن الأخلاق السامية و ليس الحسن أو المال أو النسب….
سأروي لكم قصة تثبت لكم ما أعنيه، هذا و قضاء الله و قدره ينطبق علي المسلم و الكافر في الزواج، لا فرق فكلهم بشر …
القصة تجري في دوبلن عاصمة إيرلندا.
في يوم ما إتجهت شابة لأخذ صور لها من أجل ملف بطاقة الهوية.
أعطيت لها صورتها في 8 نسخ متلاصقة، أدخلتها كتاب أخذته معها و كانت تنوي قراءته في مقهي بإنتظار فتح إدارة الهوية في بلدية العاصمة الإيرلندية.
ثم إتجهت إلي ساحة و وقفت علي حافة الشارع تنتظر الضوء الأخضر للراجلين. وقف غير بعيد عنها شاب مثلها، ينتظر إشارة العبور لكنه لم ينتبه لها و هي كذلك.
راجعت ساعتها، ما زال لديها الوقت، فتوجهت إلي المقهي و جلست في حديقته و طلبت فنجان قهوة و إستغرقت في قراءة الكتاب الرواية.
من جهته الشاب توجه إلي مكتبة و إقتني كتاب و قرر الجلوس في المقهي غير بعيد من المكتبة و مطالعة الكتاب.
عند وصوله، إختار مقعد و طاولة في الحديقة و طلب بدوره فنجان قهوة.
بينما الشابة بعد وقت معين، قامت دفعت ثمن القهوة، أغلقت الكتاب و إتجهت إلي البلدية.
فمرت من أمام طاولة الشاب الذي كان منهمك في قراءة الكتاب إذا بنادل يصطدم بها، فيقع كتابها علي طاولة الشاب الذي يسقط الكتاب من يده و في حركة سريعة و هي تعتذر له أخذت الكتاب الذي ظنته كتابها و غادرت.
لم يولي أهمية الشاب للحادث و عاد إلي كتابه، فتحه فإذا به يقع نظره علي الصور الثمانية للشابة، يذهل عند رؤيته للصور التي بينت بشكل جيد ملامح وجهها و فجأة هاتف هتف له “هذه ستكون زوجتك.”
فورا قام من مقعده دفع بسرعة مستحقاته و خرج مسرعا يبحث عن صاحبة الكتاب و الصور.
سدي، إختفت.
ماذا يفعل ؟
تقدم خطوات نحو أشجار و فتح الكتاب مرة أخري، فهبت ريح قوية سرقت الصور و طارت بها للأعلي ففزع الشاب و بات يتبع إتجاه الرياح و الصور و التي أخذته إلي جسر، دخله و هو يسابق الريح ليمسك من جديد بالصور و فجأة يصطدم بشخص، فينظر إليه ليتجمد في مكانه كانت الشابة صاحبة الصور و التي عادت أدراجها بحثا عن صور الهوية.
نظر إليها مذهول، ماذا يفعل ؟ ماذا يقول لها ؟ فإذا بالصور تسقط عند قدميها، تنتبه إلي ذلك، فتنحني للإلتقاطها. و بغتة تنزل مطر غزيرة عليهما. فينزع جاكيته و يغطي الشابة به و يسرعا إلي مكان مغطي عند مدخل عمارة و هناك يتمكن من الوقوف معا بإنتظار توقف المطر. فيظل الشاب ينظر للشابة مفتون، فتبتسم له :
-شكرا علي مساعدتك، لكن قل لي ألم تري إمرأة من قبل ؟ فعينيك ينظران إلي كأنك لم تري من قبل إمرأة.
ضحك و أجابها :
-بلي لكن من الطبيعي أن أنظر إلي المرأة التي سأتزوجها بهذا الإصرار.
شعرت الشابة بإحراج كبير :
-إذن هذا هو قرارك ؟ سألته بعد برهة من الزمان.
-نعم و قرار نهائي. رد عليها.
-ألا تريد معرفة رأي ؟ فالأمر يعنيني أنا أيضا، أليس كذلك ؟
ضحك :
-إلهي! قال لها ما أحلي إرادة الرب! أسمعك, أنتظر منك قول نعم.
ضحكت للمرة الأولي و هزت برأسها موافقة.
و بقيا يتأملان المطر و هما في غاية السعادة و من هناك توجها إلي البلدية و عقد قرانهما في نفس اليوم ببساطة مدهشة.