1 الجزائر ليست المغرب الأقصي و رسالة مصر سيسي للعالم …الهذيان علي طريقة أمريكا و مصر…
بقلم عفاف عنيبة

اتصلتُ هذه الأمسية بخبيرةٍ في شؤون العلاقات بين الغرب و العالم العربي الإسلامي ؛ هي من معالم العلوم السياسية في الجزائر، غير معروفةٍ إعلاميًا و لا لدى الجمهور الواسع، و من يعرفها هم دوائرُ القرار في الغرب و الجزائر.
سألتُها بعضَ الأسئلة، تفضّلتْ بالإجابةَ الوافيةً، و استخلصتُ مما دار بيننا ما يلي:
يفضّلُ الأمريكيون المغربَ الأقصى على الجزائر لسبب واضح : المغرب منفتحٌ اقتصاديًا و سياسيًا و مطبّعٌ مع العدو الصهيوني.
موقفُ الإدارة الأمريكية من الجزائر واضحٌ: ينظرون إلينا كدولةٍ منغلقةٍ على نفسها، و شعبٌ و مجتمعٌ منغلقان. (هذه الملاحظة الأخيرة نقلتها لي السفيرة الأمريكية السيدة أوبين في حفل إفطار دعيتُ إليه في رمضان 2023). اقتصادُنا غيرُ منفتحٍ بشكل كبير، و لا وجودَ لاستثمارٍ غربيٍّ مكثّفٍ في الجزائر، و الأهمُّ أننا غيرُ مطبّعين ؛ و هم يجهلون أن التطبيع في الجزائر مسألةُ وقت، فجيلُ اليوم الذي سيحكمُ غدًا أكثر انفتاحًا على اليهود الصهاينة و ميلًا إلى التأثّر بالغرب.
أما الحديث عن الديمقراطية في العالم العربي الإسلامي فقد بات طوباويًا ؛ فالزائرُ لمصر مثلاً يلاحظ أن همّ المواطن المصري اليوم هو الأكلُ و البقاءُ على قيدِ الحياة، أما الديمقراطيةُ فـ«إلى الجحيم».
و الشعبُ المصري يؤيدُ رئيسَه العسكريّ الدموي السيسي، الذي بلغ العالم في مراسمِ افتتاح متحفِ الفراعنة : «مصر دولةٌ عظيمةٌ عريقةٌ و لها حضارةٌ عظيمة، و لن نسمحَ لأحدٍ أن يعطينا دروسًا في إدارة شؤوننا».
فهمُ الشعوبِ العربيةِ و الإسلاميةِ اليوم ليس فلسطينَ و لا بعثَ حضارةِ الإسلام ؛ كل همّهم البقاءُ على قيدِ الحياة — حياةُ ذُلٍّ — و طلبُ الرزقِ و كفايةُ المال. أما المبادئُ و الأخلاقُ و الحقوقُ و العدلُ فـ«إلى الجحيم» في نظرِ كثيرين.
أما رسالتنا إلى أمريكا فقد بلّغتها منذ سنواتٍ لمن يهمّهم الأمر في وزارةِ الخارجيةِ الأمريكية، و مفادُها: «لا يَحقّ لكم إعطاءُ دروسٍ لنا أيها المجرمون — هيروشيما، و الإبادةُ الجماعية لقبائل الهنود الحمر، و قتْلُ شعبِ فيتنام، و سجنُ أبو غريب…» (و هكذا تذكّرُون تاريخَكم).
أما رسالتي إلى مصر: فالتفاخرُ بعظمةِ مصرَ الفرعونية سينتهي بكم في جحيم سقر. أمرُكم لا يهمّنا؛ و من عول من المسلمين — شعوبًا و نخبًا — على حياةِ الذلّ ليبقى له رمقٌ من الحياة، سَيَكنُسه اللهُ عزَّ و جلَّ من الوجود و يُعَوِّضُنا بقومٍ أعزَّاءَ على الكفارِ و على من عاداهم، إن شاء الله.