قصصنظرات مشرقةيهمكم

قصة من واقع بعيد : لا، لن اصوت

بقلم عفاف عنيبة

كانت تهيأ نفسها للسفر، فطرق الباب أخوها، فتحته.

-هل أنت جاهزة ؟ سألها.

-نعم.

اخذ أخوها الحقيبة و في قاعة الإستقبال وجدت خطيبها، إبتسمت :

-لماذا أتعبت نفسك في المجيء، ألم تذهب لتصوت علي زهران ممداني ؟

-بلي ذهبت باكرا، لكنني كنت قد أخبرتك بأنني سأرافقك مع أخاك إلي المطار.

هزت رأسها بدون تعليق.

في السيارة ركبت إلي جنب أخاها و خطيبها جلس في الخلف.

بقت صامتة و الرجلين تحدثا عن حظوظ زهران ممداني في الفوز:

-في إنتصاره ستنتصر إيران، ألا تعلم ؟ قال خطيبها لأخيها.

-كيف ذلك ؟

-هو مسلم هندي إمامي المذهب.

-آه لم أكن أعلم بذلك، علي كل حال نحن صوتنا لبرنامجه و ليس لشخصه، لاحظ أخوها.

-ما رأيك نرجس ؟ سألها خطيبها.

إكتفت بالإبتسامة و لم ترد.

فمازحها اخيها :

-ما بك هذه الصبيحة صامتة و كأن حدث اليوم في مدينتنا نيويورك، لا يهمك ؟

-في الحقيقة، نحن ذاهبون إلي كارثة. نطقت.

ذهلا الرجلين :

-كيف ذلك نرجس ؟

-إذا ما نجح ممداني، إنتصاره سيكرس إنقسام البلاد إلي شعبين و مشروعين متصادمين.

ضحك خطيبها :

-نرجس أنت بارعة في قراءة الواقع السياسي للبلاد و تستحقين أن تكوني في فريق عمل ممداني، بالمناسبة هل صوت اليوم ؟

-لا.

-لماذا ؟

إستدارت لخطيبها و أجابته :

-لأن لعبة الديمقراطية لم تعد تروق لي.

ضحكا الرجلان و عند توقف السيارة في أحد ممرات مطار جون فيتزجيرالد كنيدي، نزلت نرجس و بصحبة شقيقها و خطيبها، توجهت إلي الخطوط الجوية الداخلية أمريكا الجوية، دفعت حقيبتها ثم حيت أخوها و خطيبها و أبتعدت. بقي يراقبانها عن بعد.

-لا تنسي بطمئنتي عند وصولك إن شاء الله. كان قد قال لها  شقيقها.

-إن شاء الله.

بعد ما إختفت، قال الخطيب للأخ :

-هل تدري أريد اللحاق بها، كيف سأصبر ثلاثة أشهر بدون رؤيتها ؟

-ستصبر لأنها ستعود لحضور عقد زواجها منك. و انت تعلم جيدا بانها لا تستطيع ترك والدتنا لمدة طويلة و أختنا الكبري متزوجة و عليها بالعودة إلي زوجها بعد ملازمتها أمنا مطولا.

-صحيح الإسلام نعمة و أنا سعيد بإسلامي، فالحياة العائلية لدي المسلمين جد حنونة و رحيمة.

-تعالي الآن، علينا بترقب نتائج الإنتخابات اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى