
كانت تهيأ نفسها للسفر، فطرق الباب أخوها، فتحته.
-هل أنت جاهزة ؟ سألها.
-نعم.
اخذ أخوها الحقيبة و في قاعة الإستقبال وجدت خطيبها، إبتسمت :
-لماذا أتعبت نفسك في المجيء، ألم تذهب لتصوت علي زهران ممداني ؟
-بلي ذهبت باكرا، لكنني كنت قد أخبرتك بأنني سأرافقك مع أخاك إلي المطار.
هزت رأسها بدون تعليق.
في السيارة ركبت إلي جنب أخاها و خطيبها جلس في الخلف.
بقت صامتة و الرجلين تحدثا عن حظوظ زهران ممداني في الفوز:
-في إنتصاره ستنتصر إيران، ألا تعلم ؟ قال خطيبها لأخيها.
-كيف ذلك ؟
-هو مسلم هندي إمامي المذهب.
-آه لم أكن أعلم بذلك، علي كل حال نحن صوتنا لبرنامجه و ليس لشخصه، لاحظ أخوها.
-ما رأيك نرجس ؟ سألها خطيبها.
إكتفت بالإبتسامة و لم ترد.
فمازحها اخيها :
-ما بك هذه الصبيحة صامتة و كأن حدث اليوم في مدينتنا نيويورك، لا يهمك ؟
-في الحقيقة، نحن ذاهبون إلي كارثة. نطقت.
ذهلا الرجلين :
-كيف ذلك نرجس ؟
-إذا ما نجح ممداني، إنتصاره سيكرس إنقسام البلاد إلي شعبين و مشروعين متصادمين.
ضحك خطيبها :
-نرجس أنت بارعة في قراءة الواقع السياسي للبلاد و تستحقين أن تكوني في فريق عمل ممداني، بالمناسبة هل صوت اليوم ؟
-لا.
-لماذا ؟
إستدارت لخطيبها و أجابته :
-لأن لعبة الديمقراطية لم تعد تروق لي.
ضحكا الرجلان و عند توقف السيارة في أحد ممرات مطار جون فيتزجيرالد كنيدي، نزلت نرجس و بصحبة شقيقها و خطيبها، توجهت إلي الخطوط الجوية الداخلية أمريكا الجوية، دفعت حقيبتها ثم حيت أخوها و خطيبها و أبتعدت. بقي يراقبانها عن بعد.
-لا تنسي بطمئنتي عند وصولك إن شاء الله. كان قد قال لها شقيقها.
-إن شاء الله.
بعد ما إختفت، قال الخطيب للأخ :
-هل تدري أريد اللحاق بها، كيف سأصبر ثلاثة أشهر بدون رؤيتها ؟
-ستصبر لأنها ستعود لحضور عقد زواجها منك. و انت تعلم جيدا بانها لا تستطيع ترك والدتنا لمدة طويلة و أختنا الكبري متزوجة و عليها بالعودة إلي زوجها بعد ملازمتها أمنا مطولا.
-صحيح الإسلام نعمة و أنا سعيد بإسلامي، فالحياة العائلية لدي المسلمين جد حنونة و رحيمة.
-تعالي الآن، علينا بترقب نتائج الإنتخابات اليوم.