نظرات مشرقةيهمكم

علي ماذا تراهن تركيا ؟

بقلم عفاف عنيبة

كنا نعيب على إيران وجودها الأمني في العراق و مستشاريها في سوريا و دعمها للحوثيين في اليمن، و اليوم نسكت عن وجود القوات التركية في ليبيا و شمال شرق سوريا و ضربها لقواعد كردية في العراق، و لها قاعدة تدريب في الصومال و مشاركة في قوات أممية في جنوب لبنان فيما تستعد أنقرة لإرسال قواتها إلى غزة لفرض سلامٍ استسلاميٍّ علينا.
و لنا في طول و عرض عالمنا العربي و الإسلامي أبواقٌ تطبّل لتركيا و تشيد بحكمها “الراشد” و”علمانيتها الرائعة”، و تبرّر لها حقّها في الهيمنة الإقليمية.

أتساءل باسم ماذا ؟ لست ضد حزب العدالة و التنمية التركي و لا ضد الرئيس أردوغان — بل دعوت الله أن يفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة — لكن كما أسمح لنفسي نقد سياسات إيران، أجيز نقد سياسات تركيا أيضاً: استراتيجية تركيا الحالية مريبة. لماذا التواجد العسكريّ و الأمنيّ خارج حدودها؟ و لماذا تسعى إلى فرض «سلام استسلامي» علينا في فلسطين؟

إيران، رغم تدخلها في العالم العربي، دعمت و سلّحت حماس و حزب الله، و رأى رجال دينها و المرشد الأعلى أن المواجهة مع العدو الصهيوني لا تصلح معها إلا الحرب. أما الجانب التركي فيبحث عن سبل سلام ملغومة. ترامب و الصهيونية يعملون على تجريدنا من السلاح و إلغاء الخيار العسكري لحلّ احتلال فلسطين، و يفرضون علينا بالقوة الصهيونية و الضغوط الاقتصادية القبول بكيان غاصب و التنازل عن حقوقنا المقدّسة في أرضنا فلسطين.

و مع أن تركيا تتماهي مع هذا المسار و أهدافه بدلاً من أن تقف في وجهه، نسمع عن تطور سلاحها — طيب، هل سيُستخدم هذا السلاح لتحرير فلسطين؟ لا. بينما إيران طوّرت وسائل قوّتها فسمحت بتلقين درس موجع لبني صهيون.

لماذا لم تكتفِ تركيا بالهيمنة الاقتصادية و المراهنة على اقتصاد قويٍ بدل الانتشار الأمني و العسكري خارج حدودها؟ الأمن القومي التركي في مأمن في حالة واحدة: إذا ظل الأتراك داخل حدودهم و لم يورطوا أنفسهم في محيطهم. فليتعلموا الدرس من إيران.

هل تريد أن أختصر النص أو أعدّ له نسخة أقوى تصلح للنشر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى