إنضمام كازاخستان إلي إتفاقيات أبراهام و البيت الإبراهيمي الإمارتي و الدعوة إلي الحج إليه…
بقلم عفاف عنيبة

أقرّ رئيس كازاخستان قاسم جومارت كيميلوفيتش توكاييف ألّا يكون «أكثر فلسطينيةً من الفلسطينيين أنفسهم»، و اصطفّ خلف الإمارات الهندية الصهيونية، و انضمّ إلى اتفاقية إبراهام التي يتبرّأ منها سيّدنا إبراهيم عليه السلام. كما اعترف بحقّ بني صهيون في احتلال فلسطين، و أقام علاقاتٍ على مختلف الأصعدة معهم. أمّا حقوقنا كمسلمين، فلا يعبأ بها لأنه متطرّف في علمانيّته.
لقد جاء استقلال الجمهوريات السوفياتية السابقة بحكّامٍ علمانيّين أو ملحدين تولّوا الحكم في تلك الجمهوريات المسلمة، للأسف.
لكن هذا ليس موضوعنا، فالمهمّ هنا هو وضع فلسطين في ظلّ تطبيعٍ متزايد و تخلّي الحكومات المسلمة البعيدة عن عدائها لبني صهيون، إذ باتت تزن سياساتها الخارجية بميزان المصالح. و هذه المصالح، بحسب منطقها، تقول إنّ النظام العربي المجزّأ قد اعترف بحقّ الكيان الغاصب في احتلال فلسطين، فلماذا – في رأيهم – يبقون على الهامش و لا يقيمون علاقاتهم مع بني صهيون ليستفيدوا من أسلحتهم، على منوال أذربيجان، و من علومهم و تقدّمهم التكنولوجي و تطوّرهم الاقتصادي؟
في السياسات الوضعية لا مكان للحقّ، و لا للقيم، و لا للمُثل.
و من أدخل الذئب إلى المزرعة هم عرب التخاذل و الانبطاح، عرب المصالح الفاسدة. فكيف نطالب المسلمين العجم بنُصرة قضيةٍ خانها العرب المعنيّون بها أوّلًا ؟
أما «البيت الإبراهيمي» في الإمارات الهندية فقد تحوّل إلى كعبةٍ جديدة يحجّ إليها كلّ من يؤمن بأننا أبناء إبراهيم عليه السلام و لسنا أبناء محمدٍ عليه الصلاة و السلام.
و كلّ ذلك يتمّ بمباركة الصهاينة و واشنطن، اللذين عملا منذ قرنٍ تقريبًا على تحييد العالم العربي الإسلامي و تجريده من أسباب السؤدد و الازدهار.
و الخاسر الأكبر هو نحن، و المسؤولية تقع على عملاء العدوّ الذين خانوا ربّهم و يتآمرون على أمّتهم.
و نرى بصمات الإمارات الدامية واضحةً في السودان الجريح و المكلوم. فبماذا سنواجه هذه الهجمة الشرسة و المنظّمة من العملاء و أسيادهم؟