نظرات مشرقةيهمكم

الصعوبة…

بقلم عفاف عنيبة

لنضع جانبًا المواضيع الفكرية التي تثقل كاهلنا منذ زمن طويل، و لنعود إلى المواضيع الاجتماعية. كوني أتابع ملف من أسلموا من الغربيين و الصعوبات التي يواجهونها بعد إسلامهم، اخترت هذا الموضوع لعرضه عليكم:

أسلم شاب ألماني من هامبورغ، و عند إسلامه كان على وشك أن يخطب صديقته، لكنها بمجرد أن علمت بإسلامه رفضت الارتباط به.

قبل  قرارها، و انصرف الشاب إلى حياته الجديدة، فواجه صعوبات جمة في علاقاته مع والديه عندما قرر العودة إليهما والاعتناء بهما من منطلق واجبه الإسلامي تجاه الأب و الأم. رفضا رفضًا باتًا عودته. و في عمله، لم يفهموا سبب قراره الاستقالة و العودة إلى مسقط رأس والديه حيث يقيمان.

بحث هناك عن عمل و لم يجد، فظل يعمل في وظائف مؤقتة و خفيفة إلى أن فرج الله كربته.

و في يوم من الأيام، ذهب ليتسوق، و في جناح لحم الدجاج بقي محتارًا: أين هو اللحم الحلال؟ فإذا بصوت هادئ و رقيق يرن بقربه: “علي ما يبدو أنت تبحث عن شيء لم تجده.” استدار فوجد شابة بالحجاب، لها ملامح ألمانية، بيضاء البشرة، و تحمل في يديها قفة.

قال لها:
– هل يوجد لحم حلال هنا؟
أجابته بابتسامة لطيفة:
– نعم، في هذا الرف.

شكرها على المساعدة و همَّت بالانصراف، لكنه تردد قليلًا ثم سألها:
– هل أنتِ ألمانية أسلمتِ؟

ابتسمت من جديد و ردّت:
– أبي أسلم منذ سنين طويلة، و تزوّج امرأة عراقية مسلمة، لكنني أشبه أبي أكثر. لمَ السؤال؟

ساد صمت قصير، ثم قال بهدوء:
– من الجميل أن يتعرّف المسلم على أخته المسلمة. أنا أعيش في هذه المدينة الصغيرة و أعاني غربة قاتلة.

ابتسمت و قالت بلطف:
– حسنًا، ماذا لو زرت أبي؟ سنرحّب بأخٍ لنا في الإسلام.

وافقها، و هكذا تمّ التعارف بينهما. زار الشاب الألماني المسلم تلك العائلة الألمانية المسلمة، فاستقبلوه بحفاوة و اعتبروه كأحد أبنائهم. وجد بينهم الدفء و الأخوة الإسلامية الصادقة. و مع مرور الوقت، خطب ابنتهم و تزوجها، و عاش قريبًا من والديه الحقيقيين و والديه في الإسلام، يبرّ الجميع.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى