
تعريف الفاعلية عند مالك بن نبي:
“القدرة على توجيه الطاقة الفكرية و الروحية و المادية في المجتمع نحو غاية محددة بوعي و فعالية.
سُنّة التدافع في أوجها اليوم، فهل سنظل على سلبيّتنا ؟
الحضارة لا تقوم إلا على مجموعة إنسانية تتجسّد فيها شروط النهوض، و أين تنبت هذه الحضارة؟
في أفئدتهم و عقولهم، حين تنسجم مع عاملي الوقت و التراب.
أما إذا ظلّوا أسرى المقولة الشهيرة “الله غالب”، فسيبقون طبعًا في حالة ركود و جمود، إن لم أقل تآكُل داخلي، إلى أن يصلوا إلى محطة الاندثار.
لكن هذا ما لن تعرفه أمّة الإسلام إن شاء الله، لماذا؟
لأن الله قضى أن فئة بعينها ستتولّى أخطر و أهمّ مهمة في تاريخ البشرية:
إعادة المسلمين إلى السكة الصحيحة، و لن يكون ذلك إلا بتوضيح درب الفاعلية لهم.
فلا شيء يكرهه الله تعالى مثل ما جاء في الآية (226) من سورة الشعراء:
{وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}
إذ ترتبط الفكرة عضويًّا بالفعل و العمل، و تجسيدها في واقع المسلم يتطلّب ذكاءً في بلورتها في شكلها المعنوي و المادي، و هذا بالضبط ما نحتاج إليه اليوم.
لقد أعاننا مالك بن نبي رحمه الله على معرفة مكمن الخلل، و ساعدنا في تلمّس الخطوات الصحيحة لإصلاحه.
و ما يتعيّن علينا فعله هو أن نتوقف عن الاعتماد على الحلول المستوردة، و عن تكديس نظريات الغرب العلمية، و أن نشرع في خلق حلول من صميم هويتنا و خصوصيتنا، وفق منطقٍ واضح:
“ليس أحدٌ أدرى منّي باحتياجاتي، و لا أحد أقدر على تلبيتها بحسّي و ذوقي و رؤيتي للوجود و عبوديّتي لله الواحد الأحد.”
هذا و الآخر لا ينتظر منا إضافة علي ما قام به من إجتهاد علمي إنما يريد مساهمتنا نحن الأصيلة.
هكذا فقط نقوى على رفع تحدّي الانضمام إلى التدافع الحضاري، دون تنازلات أو مساومة أو تقليد أو شعور بالنقص.