
تركها العمدة عند مبني من ثلاث طوابق، دخلت بهو و في نهايته غرفة واسعة كانت مكان إستقبال: قامت إمرأة مسنة و تقدمت إليها :
-أهلا، هل من خدمة ؟
-نعم سيدتي أبحث عن غرفة لأقيم فيها بضعة أيام، فأنا في مهمة عمل هنا، ردت عليها الشابة.
نظرت صاحبة المبني إلي الشابة بتركيز :
-أنت من أين من فضلك ؟
-من سان فرانسيسكو.
-و هل أتيت من هناك إلي هنا وحدك ؟
-نعم سافرت بسيارتي.
-عجيب أليس لك أخ أو زوج ليرافقك ؟ نحن هنا المرأة لا تتحرك إلا بصحبة أحد اقاربها.
شعرت الشابة بغيظ لكنها تحكمت في أعصابها و تحدثت بصوت ودي للسيدة :
-لم أكن أدري بذلك و إلا كنت إصطحبت أخي الأكبر.
-و كيف عرفت عنواني ؟
-العمدة من أتي بي إلي هنا.
فأشرق وجه السيدة المسنة :
-آه ماتيو روبنسون رجل رائع، إنه يعتني بنا و بالغرباء، طيب هذا مفتاح غرفتك المزودة بحمام و مطبخ صغير و مرحبا بك في مدينتنا.
تنفست الصعداء الزائرة، أخذت المفتاح و دفعت مبلغ الضمان و الجزء الأول من ثمن المبيت و صعدت إلي الطابق الثاني.
في الغد، نزلت إلي الأسفل و قبل أن تغادر سألت صاحبة النزل :
-من هو المسؤول عن المحمية الطبعية هنا ؟
-لا أدري و لكن من الأفضل أن تذهبي إلي مكتب العمدة و ها هو عنوانه.
أخذت العنوان شاكرة إياها.
بعد قليل، ركنت سيارتها في موقف السيارات الخاص بالبلدية و توجهت إلي المكاتب حيث إستقبلها موظف و رد علي سؤالها :
-يجب أولا إيضاح مهمتك المهنية مع العمدة و هو من يكلف الشخص الذي سيتولي مهمة مساعدتك.
-هل بإمكاني رؤية العمدة الآن، فلا بد أن ابدأ العمل سريعا لأن إقامتي عندكم قصيرة ؟
-طبعا إنه في مكتبه، سأخبره بوجودك.
دقائق بعد ذلك وجدت نفسها تدخل مكتب العمدة الذي رحب بها و إستمع إلي طلبها :
-جيد، سيقوم الملحق البيئي للبلدية بمد يد العون لك، هو الآن متغيب و لكنه سيكون هنا بعد ساعتين. صرح العمدة.
-شكرا لك سيدي و لكن لنكسب الوقت أخبره بالهاتف بالأمر و أستأذنه في إعطائي رقم نقاله لأنسق معه من الآن. قالت الشابة.
فساد صمت، تعجبت من ذلك السكوت، نظرت للعمدة، كان مبتسما:
-هل قلت شيء غير صحيح سيدي ؟
-نعم و لا، هنا لا نعطي أرقام الهاتف لزملاءنا في العمل حتي و لو كان الغرض منه العمل، فلا تتوقعي من توم بنتلي أن يتصل بك بالهاتف أو يتناقش معك في العمل عبر الهاتف و لا تنسي أمر، صوت المرأة في الهاتف جميل جدا.
أصيبت الشابة بصدمة عند سماعها للعمدة :
-إلهي، قالت له، لم اكن أعلم بأنكم إلي هذا الحد متزمتين.
ثم حاولت إستدراك ما قالته عفويا :
-لا تعتذري أنا أتفهم، نحن و أنت من عالمين مختلفين تماما.