نظرات مشرقةيهمكم

زيارة…2

بقلم عفاف عنيبة

تركها العمدة عند مبني من ثلاث طوابق، دخلت بهو و في نهايته غرفة واسعة كانت مكان إستقبال: قامت إمرأة مسنة و تقدمت إليها :

-أهلا، هل من خدمة ؟

-نعم سيدتي أبحث عن غرفة لأقيم فيها بضعة أيام، فأنا في مهمة عمل هنا، ردت عليها الشابة.

نظرت صاحبة المبني إلي الشابة بتركيز :

-أنت من أين من فضلك ؟

-من سان فرانسيسكو.

-و هل أتيت من هناك إلي هنا وحدك ؟

-نعم سافرت بسيارتي.

-عجيب أليس لك أخ أو زوج ليرافقك ؟ نحن هنا المرأة لا تتحرك إلا بصحبة أحد اقاربها.

شعرت الشابة بغيظ لكنها تحكمت في أعصابها و تحدثت بصوت ودي للسيدة :

-لم أكن أدري بذلك و إلا كنت إصطحبت أخي الأكبر.

-و كيف عرفت عنواني ؟

-العمدة من أتي بي إلي هنا.

فأشرق وجه السيدة المسنة :

-آه ماتيو روبنسون رجل رائع، إنه يعتني بنا و بالغرباء، طيب هذا مفتاح غرفتك المزودة بحمام و مطبخ صغير و مرحبا بك في مدينتنا.

تنفست الصعداء الزائرة، أخذت المفتاح و دفعت مبلغ الضمان و الجزء الأول من ثمن المبيت و صعدت إلي الطابق الثاني.

في الغد، نزلت إلي الأسفل و قبل أن تغادر سألت صاحبة النزل :

-من هو المسؤول عن المحمية الطبعية هنا ؟

-لا أدري و لكن من الأفضل أن تذهبي إلي مكتب العمدة و ها هو عنوانه.

أخذت العنوان شاكرة إياها.

بعد قليل، ركنت سيارتها في موقف السيارات الخاص بالبلدية و توجهت إلي المكاتب حيث إستقبلها موظف و رد علي سؤالها :

-يجب أولا إيضاح مهمتك المهنية مع العمدة و هو من يكلف الشخص الذي سيتولي مهمة مساعدتك.

-هل بإمكاني رؤية العمدة الآن، فلا بد أن ابدأ العمل سريعا لأن إقامتي عندكم قصيرة ؟

-طبعا إنه في مكتبه، سأخبره بوجودك.

دقائق بعد ذلك وجدت نفسها تدخل مكتب العمدة الذي رحب بها و إستمع إلي طلبها :

-جيد، سيقوم الملحق البيئي للبلدية بمد يد العون لك، هو الآن متغيب و لكنه سيكون هنا بعد ساعتين. صرح العمدة.

-شكرا لك سيدي و لكن لنكسب الوقت أخبره بالهاتف بالأمر و أستأذنه في إعطائي رقم نقاله لأنسق معه من الآن. قالت الشابة.

فساد صمت، تعجبت من ذلك السكوت، نظرت للعمدة، كان مبتسما:

-هل قلت شيء غير صحيح سيدي ؟

-نعم و لا، هنا لا نعطي أرقام الهاتف لزملاءنا في العمل حتي و لو كان الغرض منه العمل، فلا تتوقعي من توم بنتلي أن يتصل بك بالهاتف أو يتناقش معك في العمل عبر الهاتف و لا تنسي أمر، صوت المرأة في الهاتف جميل جدا.

أصيبت الشابة بصدمة عند سماعها للعمدة :

-إلهي، قالت له، لم اكن أعلم بأنكم إلي هذا الحد متزمتين.

ثم حاولت إستدراك ما قالته عفويا :

-لا تعتذري أنا أتفهم، نحن و أنت من عالمين مختلفين تماما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى