نظرات مشرقةيهمكم

نقاط علي الحروف في ملف الوساطة الأمريكية بين الجزائر و المغرب الأقصي

بقلم عفاف عنيبة

كالعادة، نواجه غطرسة واشنطن التي تعتقد خطأً أن مجرد التمني أو الطلب كافٍ لأن ننصاع. أوضح أمراً: لست قريبة من دوائر القرار في بلدي، و هذه المقالة تعبّر عن رأيي و فقط.
تريد واشنطن تحويلنا إلى جيش “جندرمة” ينظّم الأوضاع في الساحل و بعض الدول الإفريقية، و هذا محض وهمٍ منهم. فنحن لن نفعل ذلك، لأننا نحترم سيادة شعوب الساحل، و هم وحدهم مَن يحلّون مشاكلهم محلياً دون وصاية دولية أو إقليمية عليهم.

نحن معنيّون بأمننا فقط، أما ما يسمّى بالوساطة مع المغرب الأقصى فهي فارغة من مضمونها، لأن ما بيننا و بين المغرب الأقصى عداوة، و لا بدّ من حلّ عديد من الملفات بيننا. لنا شروط واضحة لأي تطبيع مع الرباط، أولها قطع علاقاتهم مع بني صهيون. لدينا حساسية شديدة جداً من الاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي نعدّه احتلالاً غير شرعي.

و مبرّر التطبيع في ظلّ وجودٍ مكثّفٍ لليهود في المغرب الأقصى غير مقنع إطلاقاً، مع علمنا بأن نفوذ اليهود في القصر المغربي كبير، بل كبير جداً.

رؤية واشنطن لمصالحها ضيّقة للغاية. نحن هنا غير معنيين بمصالحكم، و أمننا لا يكون باستعباد شعوب الساحل أو بالتدخّل في شؤونهم. أما الجماعات الإجرامية التي حملت السلاح في الساحل، فمحاربتها لن تكون بأساليب واشنطن الماكرة. سبق أن قلت إنّ الظلم يولّد ظلماً، و العنف لا يولّد إلا العنف. و أختم بما جاء علي لسان الرئيس الراحل جون كنيدي :

“يفعل الإنسان ما يجب عليه فعله، رغم العواقب الشخصية، و رغم العقبات و المخاطر و الضغوط ؛ و ذلك هو أساس كل أخلاقٍ إنسانية.”

“A man does what he must—in spite of personal consequences, in spite of obstacles and dangers and pressures; and that is the basis of all human morality,”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى