
استفحل الشرّ في شعوبنا، لماذا؟
لسببٍ بسيط: لا وجود لقضاءٍ و تشريعٍ رادع.
من قرأ الكتاب الضخم في جزأين بعنوان “صعود وسقوط الرايخ الثالث” سيقف على صرامة القضاء الألماني في عهد النازية:
القاتل يُقتل، و الشاذّ جنسيًا يُعدم، و السارق يُسجن مؤبّد، و الخائن يُعدم برصاصةٍ في الرأس.
أما حرية التعبير بلا ضوابط، فكان يُعاقب أصحابها بحرق كل مكتوبٍ ذي محتوى غير منضبط، و يُسجن صاحبه عشر سنوات.
بهذه الصرامة، حصل الزعيم هتلر على مجتمعٍ ألمانيٍّ سليمٍ أخلاقيًا.
و قد ذكرتُ نموذج الرايخ الثالث لأنّ مسؤولينا علمانيون يكرهون شرائع الله، و لهذا علينا إيجاد حلولٍ عاجلة لا تحتمل أيّ تساهل أو تباطؤ.
فإمّا أن نضرب بقوةٍ و بلا رحمةٍ المنحرفين، و إمّا فعلى مجتمعاتنا السلام.
لقد مللتُ قراءة الأخبار عن توقيف تجّار المخدرات بينما تغرق السوق الجزائرية بكل أنواعها، و أصبح لزامًا علينا مراقبة التلاميذ و الموظفين المدمنين عليها.
فالمخدرات نخرت العظم، و لا سبيل بعد اليوم لمزيدٍ من التسامح أو العقاب الترقيعي أو العلاج الناقص لآفات الإجرام بكل أنواعه.