
عندما قابلت توم بنتلي لأول مرة، تفلتت منه جملة: “إلهي، أنت امرأة!” فشعرت باستياء شديد، و لم تخفِ هذه المرة حنقها: “ما مشكلتك مع المرأة؟ ألم يخبرك العمدة أنني امرأة؟”
أجاب: “ليس لديّ مشاكل مع المرأة في مدينتنا، و ماتيو روبنسون أعطاني اسمك و لقبك، واعتبرتهما ذكوريين، لهذا لم أتصور أنك امرأة.”
فأطلقت زفرة غضب: “مصيبتي أنني جئتُ إلى مملكة الرجال المتحجّرين.”
ابتسم توم بنتلي و قال: “خوذِي سيارتك و اتبعيني، فأنا لا أسمح لآنسة بالركوب معي في سيارتي.”
اتبعتُه على مضض، و عند اجتيازهما لحدود المحمية الطبيعية، أوقف سيارته، ففعلت نفس الشيء. و عند نزوله من المركبة، قال لها و هي تخطو خطواتها في المكان الرائع الجمال: “آنسة سوني، تحركي كما شئتِ في المحمية، و إن وجدتِ صعوبة أو شعرتِ بالخوف، أرسلي رسالة كتابية لهذا الرقم، سيرسلون لك حراسنا على أحصنتهم. و على كل حال، فالمكان آمن.”
فلاحظت بسخرية: “طبعا لن ترافقني الآن.”
“بالضبط، فلدي عملي، و له أولوية على ما طلبته منا الوكالة الفيدرالية لحماية البيئة، و أنت مصورة محترفة و لستِ في حاجة إلى رجل متحجّر مثلي.”
اكتفت بالابتسامة و استدارت لتبتعد عنه.
و عند عودتها مساءً، قابلت صاحبة النزل، التي نهرتها قائلة: “في مدينتنا، لا تتأخر المرأة في الخارج ليلاً. فرجاءً احترمي عاداتنا و عودي بشكل مبكر.”