
في اليوم الرابع من عملها مصوّرةً في المحمية الطبيعية، قدّمت تقريرًا للعمدة، و في نهاية اللقاء، قالت له:
– ضيافتكم لي ناقصة.
– كيف ذلك؟
– لا أنت و لا توم بنتلي وجهتما إليّ دعوة إلى المطعم.
أجابت بثقة كبيرة.
نظر إليها العمدة نظرة قصيرة ثم قال بصوت جاد:
– آنسة، أنتِ عزباء، و الرجال في مدينتنا حريصون على سمعتهم، فالعازب أو المتزوج لا يدعو امرأة عزباء غريبة عنه إلى المطعم.
فسكتت متضايقة.
و في اليوم نفسه، عندما التقت توم بنتلي، أعادت على مسامعه ما قالته للعمدة، فابتسم توم وردّ عليها:
– ستتولى زوجتي دعوتك إلى العشاء أو الغداء، كما تشائين.
فقالت باستغراب:
– ما دخل زوجتك في الموضوع؟ أنا أعمل معك، لا معها!
– آنسة، لم تعملي معي مباشرة، فأنا فقط أقابلك بين الحين و الآخر لأرى إن كنتِ تحتاجين إلى مساعدة. أما دعوتك إلى المطعم، فأنا متزوج، و من أدعوها لوجبة في المطعم هي زوجتي، لا أنتِ.
في اليوم الخامس، كانت وحدها في المحمية عندما تبعها ذئب شرس. فاستدعت الحراس كتابيًا، فجاء ثلاثة منهم، فأخبرتهم بوجود الذئب.
قال أحدهم مستغربًا:
– أنتِ في سيارتك، و الذئب بعيد عنك و في مكانه الطبيعي، فكيف تخافين منه؟ هل يُعقل أنك أزعجتنا بالحضور من أجل ذئب؟
فردت بتوتر:
– عجبًا! خفت، فأنا امرأة و لست رجلًا.
فقال بسخرية:
– و أين زوجك ما دمتِ خائفة و امرأة؟
– رجاءً، لن أجيب عن سؤالك، فهو يمس حياتي الشخصية. أنا هنا لوحدي.
– طيّب، أكملي عملك، ونحن سننصرف. واطمئني، الذئب لن يهاجمك، فقط ابتعدي عنه قدر الإمكان.