
ذهبت إلى محطة بنزين، فإذا بالعامل هناك يسألها:
– رأيتك منذ أيام مع عمدتنا.
شعرت بأن السؤال غير بريء، فأجابته قائلة:
– العمدة قريبي.
– آه… علق العامل بتلميح غامض.
من محطة البنزين اتجهت إلى مقهى لتحجز كمية من القهوة، و لم تنتبه المسكينة إلى أن المقهى غير مختلط.
فما إن دخلت القاعة الواسعة للمقهى حتى طُردت منه.
في اليوم نفسه، كان عليها المرور على مكتب العمدة، فاستقبلها بوجه متجهّم:
– هل يُعقل، آنسة، أن تقولي إنك قريبتي؟ لقد عاب عليّ نائبي عدم ضيافتي لك، و الناس يتحدثون في المدينة عن صلة القرابة بيننا!
للحظات لم تدرِ ماذا تقول، لكنها فهمت أنه يتوجب عليها الاعتذار، فاعتذرت ثم أضافت:
– في الحقيقة، أحرجني سؤال عامل محطة البنزين.
تجاهل ردّها قائلاً ببرود:
– كذبت ادعائك هذا أمام المعنيين، و ها أنت الآن معروفة في المدينة بالكذب.
غادرت مكتبه فورًا غاضبة.
و في نُزل السيدة المسنّة، قالت لها هذه ساخرة:
– هل يُعقل أن تكذبي و تدّعي قرابتك بأغنى رجال أمريكا؟
ذهلت الشابة و سألت السيدة جورجينا:
– أنتِ تقصدين العمدة، أليس كذلك؟
– نعم، آنسة، فالمحمية البيئية من ممتلكاته، وقد تنازل عنها لفائدة الحكومة الفيدرالية – أجابتها.
شعرت الشابة بالدوار، فلزمت غرفتها.