
هذه السيدة شغلت منصبَ مسؤولةِ التوظيف في شركةٍ وطنية، و هذه شهادتُها:
إنني قلقة، فخلال خمسةٍ و عشرين عامًا لاحظتُ تغيّرًا سلبيًا كبيرًا في الذهنيات.
استقبلتُ مئات الشباب بغرض توظيفهم، و في كلّ مقابلة مهنية كنت ألمس في بدايتها خصال الجدّ، و حبّ العمل، و خدمة الوطن. كانت طموحاتهم في البداية غير أنانية، و كان آخر ما يسألون عنه هو الراتب.
أمّا في السنوات الأخيرة، فقد تغيّر الأمر جذريًا، فأوّل سؤال يواجهنا به الشاب اليوم هو: كم سيكون راتبي؟ و كم عطلةً أستحقّ؟
إنه أمر مقلق حقًّا.
و عندما نسأله إلى أي مدى هو مستعدٌّ لخدمة أهداف الشركة و المساهمة في نهضة البلاد، تكون ردة فعله السخرية، قائلاً:
«أيّ نهضة؟ نحن في ذيل الأمم و سنبقى كذلك، و كلّ ما يهمّني هو نفسي و مستقبلي المهني فقط».
نحن نعيش فعلا زمن المادة و المادية.
تعليق : لنقل جيل المادة و المادية.