(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 13 كانون2/يناير 2017 10:04

إن معرفة شبابنا للماضي شرط للتمكن من بناء المستقبل...

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قد ينتابنا الضيق و الألم، و غصة في الحلق، عندما نرى جيلا بأكمله لا يعرف عن المناسبات الوطنية أو الدينية الشيء الكثير، إلا اللمم ...

الجيل الذي لا يعرف اليوم شيئا عن ماضيه المملوء بالبطولات، و لا علم له بالرجال الذين قدموا الغالي و النفيس من اجل تحريره من نير غزاته، و ليتحول إلى بلد آمن و مستقر، يتقلب فيه هذا الشاب او تلك الشابة في أحضان نعم عديدة ينعمون فيه بالراحة و الاطمئنان و هي و لا شك نعمة ما بعدها نعمة، لا يقدرها حق قدرها إلا من افتقدها...

إن الجيل الذي يستهزئ بأبطال كرسوا أنفسهم يوم كانوا في شبابهما، و لم يتوانوا و لو للحظات عن الدفاع بصدق عن كل شبر من تراب وطنهم، و جعلوا همهم الأول في هذه الحياة، دحر المحتل الغاصب، و استرجاع الحرية المسلوبة، لجيل نقول عنه أنه جيل فارغ المحتوى، و ليس لديه أي مستوى ...

إن الشباب يلهمه الماضي المشرق المنير الذي يفتخر به، و يصنعه حاضره و ما يسطر فيه من قيم و مبادئ و ما يكتسبه فيه من علم غزير، و ما يتطلع لإنجازه من أهداف في مستقبله الذي ينبغي أن يتفوق فيه على إنجازات الآباء و الأجداد، و هكذا يبنى المستقبل مشرقا واضح المعالم ...

هذا ما نريده من أمهات جيل الحاضر، أن تكون قصصهم و حكاياتهم، ليست عن امنا الغولة، أو عن الأساطير و الخرافات التي تضر أكثر مما تنفع، بل نريدها أن تكون مستلهمة من تاريخنا الوطني، و بطولاتنا القومية، حتى تسهم في صقل شخصية الطفل الذي سيصبح رجلا، و تعطيه قوة و شجاعة، و تعطيه فخرا و عزة بنفسه و بأمجاده ...

على أمهات الجيل الحاضر أن تستغل حلول المناسبات الوطنية سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم دينية لتعريف أبنائهن ببطولات الماضي و أمجاده، من ذلك أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 تعتبر من أهم محطات تاريخ الجزائر التي تستحق كل الاهتمام، و تعد حدثا تاريخيا بارزا في مسيرة الثورة التحريرية حيث اخترقت صمت الأمم المتحدة ...

و إن أهميتها تتعدى ذلك إلى كونها تعبر عن التلاحم الشعبي للجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات عبر شوارع المدن الجزائرية حاملين العلم الوطني رمز العزة، مؤكدين بذلك رفضهم القاطع لمخططات الجنرال ديغول و تحطيمهم نهائيا خرافة الجزائر فرنسية، حيث سقطت أسطورة التفوق الاستعماري أمام الرأي العالمي، و فشلت سياسة ديغول في القضاء على الثورة، و أيقن خلالها أن الشعب الجزائري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون فرنسيا.

و في 11 ديسمبر انطلقت المظاهرات بالعاصمة في حي بلكور (شارع بلوزداد حاليا) لتتوسع إلى أحياء كل من   المدنية ، باب الوادي،  الحراش، بئر مراد ريس، القبة، بئر خادم،  ديار السعادة، القصبة، مناخ فرنسا (وادي قريش)، كمـــا عرفت كذلــــك ساحـــــة المناورات( أول ماي حاليا )و شـــوارع مــيشلي ( ديدوش مراد حاليا )  كثافة شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني  و شعارات الاستقلال، كما عبرت عن قوة التنظيم المحكم في هذه المظاهرات إذ عينت لجنة تنظيمية في كل حي، لتمتد إلى المدن الجزائرية الأخرى في الأيام اللاحقة في كل من تيبازة و شرشال في 12 ديسمبر، سيدي بلعباس و قسنطينة في  13 ديسمبر و عنابة في 16 ديسمبر. 

و كان الشبان الجزائريون يتصلون بالصحافيين الذين جاءوا لتغطية الحدث طالبين منهم نقل صورة تبين حقيقة ما يجري في الجزائر و هم يهتفون “نريد الحرية- نريد الاستقلال”.

و لعل أبرز نتيجة لتلك المظاهرات هي تحرك القضية الجزائرية في المحافل الدولية و خاصة على مستوى منبر الأمم المتحدة، و كسبها المزيد من تأييد الرأي العام الدولي لها و إعطائها نفسا جديدا خاصة أنها تزامنت مع مناقشة الأمم المتحدة للقضية الجزائرية ففي  20 ديسمبر 1960 تمت المصادقة على اللائحة الأفرو-آسيوية التي تشرف و تراقب مهمة تقرير المصير في الجزائر فكانت النتيجة بالأغلبية لصالح القضية الجزائرية بـــ63 صوتا ضد 27 مع امتناع 8 أصوات. حينها أيقن الاستعمار الفرنسي انه قد خسر الحرب نهائيا و ما عليه إلا التسليم بالأمر...

و هي لذلك محطة تستحق منا التوقف عندها، و حمل أبنائنا على التعرف على أبطالها، و النظر في أهمية منجزاتها، و التعمق فيما تعبر عنه من معان و قيم سامية و نبيلة، ليدرك أبناؤنا أن الحياة الفاضلة الكريمة، هي نتاج تضحيات جسام، تطوع بها أبطال عظام...

قراءة 2273 مرات آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017 20:59