" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
- المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -
لنكتب أحرفا من النور، لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
عند وصولها إلي المستشفي، قامت بالإجراءات اللازمة لمقابلة الطبيب الذي تولي عملية التشريح، دقائق معدودة و حضرت سيدة باللباس الأبيض للأطباء:
-أهلا سيدة هجرة، أنا في خدمتك، رتبتي و إسمي الضابطة سعاد قدري الطبيبة الشرعية التي شرحت أميرة القدسي.
-شكرا علي أنك أفردت لي بعض من وقتك لأتحدث معك، قبل كل شيء هل بإمكاني رؤية الجثة ؟
-طبعا. إتبعيني.
توجهتا معا للطابق السفلي و في إحدي قاعات المشرحة، وقفت هجرة أمام براد حافظ الجثث، بيد قوية سحبت سعاد قدري مرقد الجثة و بحركة سريعة من اليد سحبت الغطاء من علي وجه أميرة القدسي، فظهر الوجه كاملا، كان أبيضا يشع منه ضوء لامرئي، الشفاه و الحاجبين لم تكن عليهما أثار الموت، إستدارت مندهشة هجرة إلي الطبيبة:
-كيف تفسرين أن الرأس لا يعطي الإنطباع بأنه رأس جثة ؟
رفعت سعاد القدري الجزأ العلوي من الرأس و قالت:
أنظري سيدتي.
رأت هجرة ثقب صغير علي مستوي المخ:
-أين قمت بالتشريح ؟
-لم أشرح شيء. فبالأشعة فوق الضوئية عرفنا بأن الرصاصة الوحيدة التي دخلت المخ فتته تفتيتا و لم يبقي منه شيء. و طبقا لرغبة عائلتها لم نشرح المكان الفارغ للمخ و إنما إستخرجنا بعض فتات ما تبقي
قاطعت السيدة هجرة سعاد القدري:
-معذرة و الرصاصة ماذا قالت لكم ؟
-لا شيء لأننا أصلا لم نجدها!!!
"يا إلهي!" تمتمت بين نفسها هجرة، "ما هذه الرصاصة التي تفتت المخ و تختفي ؟"
- و كيف عرفتم أنها رصاصة، إذن ؟
-من خلال تحليلنا للمادة التي إستخرجناها من مكان المخ.