(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 07 أيار 2023 14:41

" بين الجغرافيا و التاريخ"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

منادمة القلم، و محاولة رصف الكلمات على صفحة بيضاء لعمري باتت معضلة، فتلك الصفحة البيضاء أبت أن تتلون بالحروف، أشعر أني أعيش (ألف عام من العزلة).
ماهي العلاقة الوطيدة بين تاريخ أي شعب و جغرافيته؟ سؤال لم أستطع الإجابة عليه عندما طرحه طفل بكل عفوية!!
لا يخفى على أحد ان برامج فن الطبخ و برامج الشيف فلان و الشيف علان، و كتب الطبخ هي الاكثر رواجا في العالم العربي تحديدا.. هذا الموضوع الذي يتابعه الكثير الكثير من الناس في العالم العربي.. فقد عالجنا كل همومنا و مشاكلنا و لم يبق امامنا الا مهارة الطبخ!!
"هل نحن وصلنا مرحلة العجز و الشيخوخة – في عقولنا و ليس في اجسادنا طبعا – مع شيء من الخرف و الاهمال مما جعلنا نهمل قضايا اساسية يسقطها الزمن من الاعتبار؟ هل بقينا نحتفظ بذلك التحفظ بشيء خاص مع الزمن حتى أصبح عاما؟ متى ستصبح عقولنا بلا صمام، و السنتنا تنفتح كما ينفتح الصنبور؟ "
هناك الكثير من العناوين فقط في رواية ضخمة لم تكتمل فصولها، لتروا بعض أختام الموت على الجسد المعجزة.. الجسد العربي!!
و هكذا تنتج تلك المطابخ اصنافا كثيرة من "الطبيخ" بمضامين متشابهة، ليكون للحرب السياسية على العرب و المسلمين مصداقية التصفية الجسدية، ليصدق العرب و المسلمون أن اختلاف النظام العالمي عنهم و معهم اختلاف عرقي قبل أن يكون اختلاف ديني و ثقافي، و أنهم شعوب زائدة مطالبة بالتلاشي، التلاشي المعنوي و الجسدي!
إذا كان علينا الاختيار بين ماضينا " تاريخنا كعرب و مسلمين" بالاعتماد على الكثير من الروابط التي تثبتنا بأرضنا العربية " جغرافيتنا"، فلن نستطيع فصل جغرافيتنا عن تاريخنا، فمن الماضي البعيد مرورا بالحاضر الى المدى الطويل في المستقبل، شاء العلي القدير أن تكون المنطقة العربية هي مهد الحضارات و مهبط الأنبياء و الرسالات السماوية، و القول الغربي و ما يدعيه المستشرقون أن الطبيعة هي من استلمت زمام الأمور هي دعوة لتغييب العقول بعكف النص، و إطلاق المثبطات التي تعمي تفكيرنا.
راهن الغرب و اعداء العرب و المسلمين – من بعد سايكس بيكو مرورا بوعد بلفور 1917- أن نشأة الجيل الجديد ستكون صيغة مكررة من حياة أجدادهم من حيث قلة الوعي و الادراك و تقييم الأمور و وضعها في نصابها، بالدفع نحو ثقافة جديدة يحاول الغرب ايجادها و تغذيتها!!
العرب القدماء و العرب الحاضرون مختلفون ليس بصورة أفضل او أسوأ انما فقط مختلفون و كل ما يملكونه بصورة مشتركة هو فقط انتمائهم الى نفس الأرض و نفس القيم و العادات، و تاريخهم واحد.
أساليب خبيثة يتبعونها بتحميل نشأنا قيم جديدة و أفكار دخيلة من خلال كتب و اعلام متناقض موجه، للتشكيك في صحة معتقداتنا القديمة الحاضرة و المستمرة، حتى يقودوننا إلى حالة فكرية لا نستطيع معها التمييزيين الغث و السمين، ولا بين الحق و الباطل، بدعوى الحرية في الرأي و الحياة، و بذا تكون عقولنا مستعدة لرؤية حقائق جديدة غريبة و غير معتادة. و معظم الناس ليسوا في حاجة إلى ما يحميهم من الصدمة، بل لعلهم في حاجة إلى صدمات أشد و أكثر بكثير لما يتعرضون إليه الآن.
احترام الذات هو الشعور بالقيمة الذاتية الذي يجعل الناس يشعرون بالرضا عن أنفسهم، و بقدر أكبر من السعادة تجاه الحياة، و بثقة أكبر في قدرتهم على مواجهة تحدياتها، و هذا مطلب لنكون على قدر المسؤولية قادرون على مواجهة التحديات.
المفهوم المادي للجغرافيا و المعنوي للتاريخ ليس نسقاً فلسفياً، بل هو ارتباط بالأرض و العرض و القيم و المعتقدات ذلك أن هذا المفهوم ليس من المجردات و إنما العالم المحسوس المعطى في عملية تطوره و تغيره.

قراءة 304 مرات آخر تعديل على الأحد, 07 أيار 2023 14:54