(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 08 أيار 2023 04:09

"أحتاج حنجرة أقوى"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
لا شيء أكيد، ففي أي لحظة قد يحدث لنا ما يبدلنا بالكامل، و لكنني دوما أحتاج لحنجرة أقوى، أريد مناداة يوم بعيد.
إحساسي بالضجر يبدأ من الوهلة الأولى، حين أفتح عيني صباحًا لأدرك أنّ الحديث الذي نِمت و أنا أُناقشه معي بالأمس، لا يزال ضجيجه قائما في رأسي لأدرك أن كل شيء له وقت محدد للابتداء و للانتهاء ... لا تستمر الأمور دوماً كما بدأت ... و لا تنتهي غالباً كما نحلم..
أليس من الغرابة أن تضرب الحقائق وجه المرء أحياناً في لحظة لا يتوقعها أبداً؟!
كنت كباقي السواد الأعظم من الناس الذين لا يشغلون أنفسهم كثيرا بالتفكير في مجرى حياتهم اليومية كما لم أكن مثل أولئك الذين يفعلون ذلك!! بل كمن ممن يرون في التفكير سبيلا في معاني حياتنا أو الحياة بصورة عامة و معرفة موقعنا في هذا العالم، و يرون فيها طريقة للعيش، و طريقة للتناغم مع الحياة و الطبيعة كما أرادها الله خالقنا؛ فهناك ثمة إمكانية حقيقية لإقامة عالم متناسق تسوده الحقيقة بأبهى صورها كما فطر الله الإنسان عليها.
*مازلت أؤمن أن ربي سيوصلني يومًا إلى حلمي، إلى ذاتي، إلى ما أريد*
خلق الله الإنسان بعقل محدود و ليس مطالبا بالتفكير باللامرئيات أو الغيبيات، و ما عله إلا التفكير و التفكر بآيات الخالق؛ فلماذا نرهق عقولنا بالتفكير الدقيق في كل شيء، و لنكن يسيرين في نظرتنا و لنكن مُطمئنين.
أن يعرف كل إنسان حدود فكره بمعرفة الوعي بالنفس، و التعرف على شعور ما وقت حدوثه، هو الحجر الأساس في الذكاء الإنساني، أن يكون عنده القدرة على رصد آيات الله الجلية الواضحة وضوح الشمس في نفسه أولا نفسا و جسدا هي بالتأكيد عاملا حاسما في النظرة السيكولوجية الثاقبة و فهم النفس و الحياة و الطبيعة و حكمة خلقنا، كما أن عدم القدرة على ضبط تفكيرنا القاصر تجعلنا نقع تحت رحمته.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) (سورة التين)
لدي قناعة تامة أن كل انسان فيه عبقرية خاصة به في منحى ما، فعبقرية المرأة مثلا تكمن في أخلاقها، لأن للأخلاق في حياة المرأة صفحات، و للمرأة مع الأخلاق أخوة نادرة، و زمالة سائرة. أما عبقرية الرجل السوي فتكمن في أخلاقه أولا ثم حسن بصيرته بمذهب نبيه، مبحرا في سنته و كتابه العظيم.
أعلم أن ما كتبته سوف يهون.. قضية تمر ككل القضايا.. و أنه سوف يذوب مثل الكتابة فوق المرايا.. و أن مرور الزمان سيمحو كل جذور السطور و يغمر بالثلج كل الزوايا.. لكنني أحاول إيجاد حنجرة أقوى من التي لدي، إيجاد قلما صلبا دون أن يهرق حبر دواته سدى؟!
قراءة 310 مرات آخر تعديل على الإثنين, 08 أيار 2023 05:41