(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2016 08:13

فيا من غرتك دنياك*

كتبه  الأستاذة إيناس الشواربي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

شاب في مقتبل العمر، يعاني فراغًا كبيرًا في وقته..  و من أسف، يكون أحيانًا رجلًا  ناضجًا متزوجًا و لديه أولاد، لكنه يتصرف تصرفات المراهقين، أو تصرفات من لا مروءة له و لا أمانة.

   كلاهما يبحث عن سعادة تائهة داخله.. و يشعر بالملل؛ فتراه يقضي على هذا الملل بالحديث مع الفتيات عبر صفحاتهن الشخصية، و يحاول أن يكون مع كل واحدة منهن الشخص الذي تبحث عنه؛ فهو مثقف و ناضج مع المثقفة، و صاحب دين مع من يكون سَمْت صفحتها التدين، و منفتح أو متحرر من كل القيود مع من تحب هذا النوع من الرجال.

   يطرق باب إحداهن الخاص، فتفتح له واحدة، و أخرى تتجاهله، و ثالثة تصدُّه بقوة و حزم قائلة له: (اذهب.. ليس هنا مبتغاك). و هذه قد اختصـرت عليه الطريق؛ فيتركها و شأنها، فهي من النوع الشرس الذي لا يتهاون مع اللاهين المتسكعين في شوارع (الفضاء الأزرق).

   يحاول مع الثانية، مرات و مرات، و لا يملُّ طالما أنها لم تكن حازمة منذ البداية، فمعنى ذلك عنده أنها تتمنَّع فقط، لكنها ستلين مع الوقت، فيهتم بصفحتها و يعجب بكل ما تنشره، غثًّا كان أم سمينًا، و يعلق تعليقات تناسب عقليتها، و بالطبع يجيد اختيار ما ينفذ سريعًا إلى قلبها. و في الوقت نفسه يرسل إليها رسائله على الخاص، و لن يقنع إلا باستمالتها و الحديث معها.

    و يظل طيلة يومه يتقلَّب من واحدة لأخرى، يضحك مع هذه، و يفضفض مع تلك لتفضفض معه، و يراسل هذه بصورة لترسل إليه صورة، و يتجرَّأ على تلك؛ لأنها منذ البداية تجرَّأت عليه، فيتحدث معها و كأنها زوجته. و يتباهى أمام أصدقائه بتعدد علاقاته، و كثرة صديقاته.

   و كلهن عنده سواء، فهو يتسلَّى فقط، و يحب التعارف، و بالطبع لا يتعارف على من مثله من الشباب، بل يتعرف على البنات فقط، فهو يبيع لهن الحب، و يمنحهنَّ كلامًا معسولًا، و وعودًا كاذبة، و آمالاً خداعة.

     و تجده إذا تورَّط مع إحداهن.. أو ملَّ منها،  فالحلُّ عنده سهل و يسير، فبزيارة خفيفة إلى صفحتها و بالضغط على خيار الحظر، ينتهي كل شيء. و لا يهمه ما يخلفه وراءه من قلب كسير، و عين باكية، و فتاة مخدوعة مجروحة، و يبرر لنفسه: هي من فتحت لي، و هي من تتسلَّى، أنا لم أرغمها على شيء. و إذا سألته: «أترضاه لأختك»؟ يقول بكل جرأة: «أختي لا تفعل مثلها؛ أختي بنت ناس، و هذه و من على شاكلتها لسن بنات ناس».

    رجال كثيرون مثل بائع الحب هذا، يتسلَّون بجراح ضعيفات القلوب من الفتيات الصغيرات اللاتي لا خبرة لهن بعالم الذئاب، و حجتهم واحدة: «هن من يرضين بذلك، نحن لا نرغم امرأةً على شيء».

   فيا مَنْ غرَّتك دنياك، و ساقك شيطانك لمثل هذه الأفعال، استحِ من ربك، و اتقِ الله في بنات الناس، و لا تظن أنك ستفلت بكل تلك الجراح التي تسببها لنساء ضعيفات القلب و الدين، فهناك من يراقبك، و يعدُّ عليك أنفاسك، و يملأ صحيفتك بما لا يسـرك، و غدًا ستكون لك وقفة بين جبار السموات و الأرض، يناديك باسمك، و يذكِّرك بما كنت تفعله، على رؤوس الأشهاد، فهل ستسرك تلك الفضيحة في ذلك اليوم؟! و ثق تمام الثقة أنه كما تهدم بناءً انحنى ظهر أبٍ مسكين في تشييده، فحتمًا سيأتي غدًا من يهدم بناءك، و يسقيك من الكأس نفسها.

   و يا من تستهين بنفسها، و تضيع كرامتها على عتبات هؤلاء المتسكعين، و تهين أباها و تسيء إلى إخوتها و أهلها: اتقي الله في نفسك، و لا تنخدعي وراء هؤلاء الباعة الجائلين، فهم لا يبيعون حبًّا، بل يبيعون وهمًا و دجلًا، ثم يتركونك تكابدين جراحك و آلامك، غير عابئين بكِ و لا بقلبكِ الكسير. و ربما أضرَّ بكِ أحدهم، فيصبح لكِ مصدر قلقٍ و ألمٍ كنتِ في غنًى عنهما.

   و أؤكد لكِ أن من يستحقك حقًّا هو من يحترمك و يخطب ودَّ أبيك، و يأتي البيوت من أبوابها، فانتظريه، فهو رزقك الذي سيساق إليك، فلن تموتي حتى تستوفي هذا الرزق، و لا تستبطئي رزق ربك بمعصيته.

الرابط: http://www.wahatona.com/sociology/%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8/

*غيرنا عنوان المقالة وفق ما جاء علي لسان الأستاذة الكريمة إيناس الشواربي في المقالة و هذا دون إذنها، فلتعذرنا.

قراءة 1904 مرات آخر تعديل على الجمعة, 15 تموز/يوليو 2016 07:38